او خاتم الرسل الناكر لرسالة خاتم النبيين (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
ومنه ان النسخ قول بالبداء وان الله يجهل ثم يعلم ، والجواب أنه يبين أمد الحكم السابق قضية المصالح الوقتية في الأحكام المتبدلة ، ثم لا نسخ في أصول الدين وجذور الأحكام ...
(يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) (٧٠).
(أَهْلَ الْكِتابِ) هم كلهم ، و «تكفرون» لا تعني ـ فيما عنت ـ صراح الكفر بالله ، فانما بآيات الله مهما استلزم الكفر بالله.
و (بِآياتِ اللهِ) تعم آيات الربوبية والآيات الرسولية والرسالية ، ومنها هنا آيات البشارات بالرسالة المحمدية (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الموجودة في كتابات العهدين عتيقة وجديدة ، كما ومنها الآيات التي كانوا يحرفونها ، وقضية الأهلية الكتابية تصديق ساير آيات الوحي ثم (وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) ها ، أنها آيات الله ، لأنها في كتاباتكم ، ولأنها في هذه الرسالة تشبه سائر الآيات الرسالية وزيادة.
(وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) مشاهد المسلمين بهذه الرسالة ، وإذا خلا بعضكم إلى بعض تصدقون ، (وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) انطباق آيات البشارات على هذه الرسالة السامية.
(وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) بهذه الآيات أنها حقة في أنفسكم وفيما بينكم.
(وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ) عليها في مشهد المسلمين ، فكل هذه الشهادات هنا معنية حيث المتعلق المحذوف ل «تشهدون» طليق يليق أن يكون كلا من هذه الأربع مهما اختلفت معانيها ، حيث تتوحد في التنديد بذلك الكفر الماكر ، وانه من أنحس الكفر وأتعسه.