مَعَكُمْ) واصل الميثاق : (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ) وفي اخرى ميثاق آخر غليظ على النبيين ومعهم خاتمهم : (وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً) (٣٣ : ٨) فالميثاقان إذا مختلفان كل ينصبّ في مصبّ غير الآخر.
صحيح ان (مِيثاقَ النَّبِيِّينَ) ادبيا كما يتحمل كونه من اضافة المصدر الى المفعول كما ذكرناه كذلك اضافة الى الفاعل ليكون ذلك الميثاق للنبيين على أممهم ، ولكنه معنويا هنا لا يناسب إلّا الأول لمكان (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ) حيث المخاطبون فيهما هم النبيون إذ لا خبر هنا عن أممهم ، فقد أخذ الله الميثاق من النبيين عليهم لرسول جاءهم بعدهم مصدق لما معهم.
فذلك ـ إذا ـ ميثاق رسالي لصالح الرسالة الأخيرة المحمدية إيمانا به سلفا ونصرة له ولمّا يولد ويبعث في ظاهر حاله.
وترى «إذ» تعني زمنا واحدا جمع فيه النبيون لمجمع واحد لأخذ ذلك الميثاق منهم عليهم؟ قد يجوز فيما لا نحيط به علما (١) لكن المفهوم لدينا المعلوم عندنا أن زمن ذلك الميثاق موزع على زمن النبيين كلّ لحده.
ثم وذلك الزمن الموزّع لذلك الميثاق هو (لَما آتَيْتُكُمْ ...) ميثاقا عشيرا لإتيانهم كتابا وحكمة.
وقد يحتمل أن «إذ» تعني زمن خلق كلّ من النبيين أن فطرهم الله على
__________________
(١) البحار ١٥ : ٢٢ ـ ٣٦ السرائر عن أبي الحسن الأول (ع) يقول : خلق الله الأنبياء والأوصياء يوم الجمعة وهو اليوم الذي أخذ الله ميثاقهم ، وقال : خلقنا نحن وشيعتنا من طينة مخزونة لا يشذ عنا شاذ إلى يوم القيامة.