ذلك الميثاق ، ولكن «النبيين» موضوعا لأخذ الميثاق يبعد ميثاق الفطرة المأخوذ منذ خلقهم لا منذ نبواتهم ، ثم (أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي) يبعده ثانيا حيث الفطري رساليا أم خلقيا لا يتخلف.
وقد يقال إن مصير الإقرار هنا هو مصير الإقرار بالتوحيد في آية الذر حيث تعني ميثاق الفطرة على التوحيد ، ثم (مِيثاقَ النَّبِيِّينَ) غير صريحة ان ذلك الميثاق أخذ عليهم منذ النبوة ، فقد يجوز انه مأخوذ عليهم منذ خلقهم.
ولكن تلك الفطرة الخاصة بالنبيين لا يعبر عنها بأخذ الميثاق ، لكنه لا بأس بكونه ضمن المعني من أخذ الميثاق عليهم حين نبواتهم تأكيدا لما أخذ عليهم حين خلقهم.
إذا فكما الله فطر الناس على توحيده منذ خلقهم ، كذلك فطر النبيين على الايمان بمحمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ونصرته.
أم تعني «إذ» مربع الزمان ، قبل خلقهم في أرواحهم حيث كانوا أنوارا روحية ، وعند خلقهم وقبل نبواتهم وعندها ، ميثاق وثيق رفيق عريق مأخوذ عليهم في هذه المواطن الأربع!.
أترى (ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ) تعني كل رسول يتلو نبيا منهم ، فهم ـ إذا ـ كل الرسل ، أخذ الميثاق على كل نبي سبقه أن يؤمن به وينصره؟.
و «رسول» بإفراده أمام جمعية النبيين لا يناسب جمعية الرسل! ثم وكيف يؤخذ ميثاق الايمان من كل نبي لكلّ رسول والنبوة أعلى محتدا من الرسالة ، إلا ان يكون الرسول مرسلا الى النبيين فهم كأمته مهما كانوا قبله ، ومن ثم ليس قضية الرسالة ان يأتي كل رسول تلو سابقة ، بل وكذلك النبيون اللهم إلّا أولي العزم منهم.