و «جاءهم» في الرجعة المهدوية حيث يرجع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وعترته المعصومون والنبيون كلهم راجعون اعضادا لدولة الحق الأخيرة (١).
ومن ثمّ (ثُمَّ جاءَكُمْ) لها بعد الجمعية والإفراد : ثم جاء كل واحد منكم حين يتنّبأ فردا فردا ، ومن ثم جاءكم ككل بعد انقضاء النبوات بأسرها ، وتقيد مجيئه إياهم فيما يروى ب «لئن بعث وهو حي» تفسير بمصداق له مختلف فيه وهو زمن الرجعة (٢).
فذلك ـ إذا ـ إيمان متواصل به ونصرته في هذه المسارح كلها ، لم يسبق له نظير ولن ، لكل بشير ونذير.
ولقد نرى بشارات له تترى في كتابات الوحي على تحرّفها ولا سيما في تلك
__________________
(١) المصدر العياشي عن فيض بن أبي شيبة قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول ـ وتلا هذه الآية ـ : قال ولتؤمنن برسول الله ولتنصرن أمير المؤمنين ، قلت : ولتنصرن أمير المؤمنين؟ قال : نعم من آدم فهلم جرا ولا يبعث الله نبيا ولا رسولا إلّا رد إلى الدنيا حتى يقاتل بين يدي أمير المؤمنين (ع).
وفيه عن سلام المستنير عن أبي عبد الله (ع) قال : لقد تسموا باسم ما سمى الله به أحدا إلّا علي بن أبي طالب (ع) وما جاء تأويله ، قلت جعلت فداك متى يجيء تأويله؟ قال : إذا جاءت جمع الله إمامة النبيين والمؤمنين حتى ينصرونه وهو قول الله (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ ...) فيومئذ يدفع رأية رسول الله (ص) اللواء إلى علي بن أبي طالب (ع) فيكون أمير الخلائق كلهم أجمعين ، يكون الخلائق كلهم تحت لواءه ويكون هو أميرهم فهذا تأويله.
أقول : وذلك من الجري والتأويل كما في نفس الحديث ، فعلي (ع) هو ممثل الرسول (ص) في الرجعة كما هو قبلها.
(٢) الدر المنثور ١ : ٤٧ ـ أخرج ابن جرير عن علي بن أبي طالب (ع) قال : لم يبعث الله نبيا آدم فمن بعده إلّا أخذ عليه العهد في محمد لئن بعث وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه ويأمره فيأخذ العهد على قومه ثم تلا هذه الآية.