فالرواية الهارفة الخارفة ان اقرءوها : «وإذ أخذ الله ميثاق أمم النبيين» (١) هي صادرة من مصدر الجهالة والحماقة ، ممن لا يعرف معاني كلام الله ومغازيه فيتورط في ورطة التحريف والتجديف!.
ذلك الدين الشرعة الذي يحمله خاتم النبيين هو الدين كله وليس ما سبقته من شرعة إلّا شرعة من ذلك الدين :
(أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) (٨٣).
(دِينِ اللهِ) هو طاعته بمختلف شكليات الشرائع الخمس ، وفي كل بأشكال مختلفة الظاهر ، والكل تتوحد في أنها (دِينِ اللهِ) وطاعته ، فالذي يبغى دين الله عليه ان يبغى شرعته المتشرعة منه كما يشاء ، دون إخلاد إلى شرعة الفها ، وتصلب عليها نكرانا لشرعة تلحقها.
والمكلف هو بطبيعة الحال يبتغي دينا وطاعة إمّا للرحمن أو الشيطان أم
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٣٥٨ في تفسير العياشي عن حبيب السجستاني قال سألت أبا جعفر عليهما السلام عن قول الله (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ ..) فكيف يؤمن موسى بعيسى وينصره ولم يدركه وكيف يؤمن عيسى بمحمد (ص) وينصره ولم يدركه؟ فقال : يا حبيب إن القرآن قد طرح منه آي كثيرة ولم يزد فيه إلّا حروف أخطأت بها الكتبة وتوهمتها الرجال وهذا وهم فاقرأوها «وإذا أخذ الله ميثاق أمم النبيين ..» هكذا أنزلها الله يا حبيب فو الله ما وفت أمة من الأمم التي كانت قبل موسى بما أخذه الله عليها من الميثاق لكل نبي بعثه الله بعد نبيها.
أقول : لقد أخطأ الراوي في فهم (ثُمَّ جاءَكُمْ) زعما منه أن «رسول» هو كل رسول بعد رسول ، ثم أخطأ في الفرية على باقر العلوم في «قد طرح منه آي كثيرة» وهو خلاف العصمة الربانية للقرآن (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) ، ثم لم يزد في «لم يزد فيه إلا حروف» إلّا أن القرآن الموجود كله حروف أخطأت بها الكتبة وتوهمتها الرجال ، فبعدا للقوم الظالمين المختلقين هذه الروايات الزور والغرور!.