النبوات ، المتوفرة لموسى وعيسى ومن بينهما من النبيين ، والإنزال قد يختص بالآيات الكتابية شرعة وآية رسالية ، وهكذا تكون الآيات النازلة على محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ثم لا تذكر آية كونية لإبراهيم إلى الأسباط مهما كانت لهم آيات.
او يقال (وَالنَّبِيُّونَ) والشاملة لهم كلهم تجمع إلى الآيات النازلة عليهم ، الآيات المؤتاة إياهم ، فرسولنا العظيم هو الوحيد المنقطع النظير بينهم في ان ما انزل عليه فيه الكفاية عما يؤتى أي نبي من آيات عينية (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ ..).
ذلك هو الإسلام في سعته لكل الرسالات الإسلامية ، وفي الإيمان لكافة الرسل وكتاباتهم ، إذا ف :
(وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ) (٨٥).
فالشرائع الإلهية كلها إسلام الله بدرجاتها ، ولكن لا إسلام بعد الإسلام الأخير ، فابتغاء ما سواه من شرعة غابرة منسوخة او شرعة مدعاة بعده ، إنه ابتغاء لغير الإسلام المرتضى.
وكيف لا وقد «أرسله بحجة كافية وموعظة شافية ودعوة متلاقية ، أظهر به الشرائع المجهولة ، وقمع به البدع المدخولة ، وبين به الأحكام المفصولة ، فمن يبتغ غير الإسلام دينا تحقق شقوته ، وتنفصم عروته ، وتعظم كبوته ويكون مآله إلى الحزن الطويل والعذاب الوبيل»(١).
ف «الإسلام» هنا يخص الإسلام الأخير موردا وان كان يعم سائر
__________________
(١) نهج البلاغة عن الإمام علي أمير المؤمنين (ع).