كل الطعام الحل على المسلمين ، إلا ما حرمت على بني إسرائيل عقوبة لبغيهم.
وهنا (مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْراةُ) تلمح بقيلتهم الكذب ان إسرائيل حرم في التوراة ما حرمه عليه نفسه ، كقيلتهم ان ابراهيم كان يهوديا ، والقرآن يذب هذا التحريم الخاص عن التوراة ، لأنه كان (مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْراةُ) ، وذلك القبل يعم «حلا .. وحرم» فكلا الحل العام والتحريم الخاص كان من قبل أن تنزل التورات.
ثم (قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها) فيه قضاء حاسم على استحالة النسخ ، حيث تنسخ التوراة حلية بعض الطيبات ، وعلى مزعمة عدم التحريم عقوبة لأنهم شعب الله الخصوص.
فقد تصرح التوراة ان للإبل منافع كثيرة ووهب إسرائيل ثلاثين إبلا ذات لبن أخاه عيص (التكوين ٣٢ : ١٥) ولكنها محرمة في شرعة التوراة (اللاويين ١١ : ٤ والتثنية ١٤ : ٧).
ثم في اللاويين ١١ : هذه هي الحيوانات التي تأكلونها من جميع البهائم التي على الأرض ٣ كل ما شق ظلفا وقسمه ظلفين ويجترّ من البهائم فإياه تأكلون ٤ إلّا هذه فلا تأكلوها مما يجترّ ومما يشق الظلف : الجمل لأنه يجتر لكنه لا يشق ظلفا فهو نجس لكم والدب والأرنب والخنزير ... وجميع البهائم التي لها ظلف ولكن لا تشقه شقا أو لا تجتر فهي نجسة لكم وكل ما يمشي على كفوفه من جميع الحيوانات الماشية على أربع فهو نجس لكم.
ذلك وكما حرمت عليهم الشحوم (اللاويين ٣ : ١٦ و ١٧ و ٧ : ٢٤ ـ ٢٧).
فقد اعترضوا على الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيما اعترضوا