(وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً) تعمها والتشريعية (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ) تشريعية ، والتكوينية منها تعم الخارق للعادة ومطلق العلامة.
فآية تشريعية منقطعة النظير تدل على أوّليته التشريفية (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ) ولم يضع الله بيتا على مدار الزمن الرسالي ، يفرض حجه لمن استطاع اليه سبيلا إلا الكعبة المشرفة.
وأخرى هي فرض الأمن لمن دخلها زائدا على ما سواها من بيوت الله وسواها.
وثالثة تحريم الصيد وقطع الشجر في حرمها دون سواها ، وما الى ذلك من محرمات وواجبات فيها وفي إحرام حجها وعمرتها.
وآية تكوينية خارقة العادة هي الرابعة من آياته البينات بكّ من قصده بسوء كما حصل في اصحاب الفيل : (أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ. وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ. تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ. فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ)؟! وما هدم حينما هدم توهينا كأصحاب الفيل (١).
__________________
(١) فما زالت الكعبة على بناء إبراهيم (ع) حتى جددها بنو جرهم ثم العمالقة ثم قريش ، ثم هدمت الكعبة بالسيل رابعة قيل البعثة بخمس.
وكان البناء على هذه الحال حتى تسلط عبد الله بن الزبير على الحجاز في عهد يزيد بن معاوية فحاربه الحصين قائد يزيد بمكة وأصاب الكعبة بالمنجنيق فانهدت وأحرقت كسوتها وبعض أخشابها ثم انكشف عنها لموت يزيد فرأى ابن الزبير أن يهدم الكعبة ويعيد بناءها فأتى لها بالجص النقي من اليمن وبناها به وكان فراغه من بناءها ١٧ رجب ٦٤ هجرية.
وهذه الإصابة لم تكن قاصدة إلى هدم البيت وهتك حرمته ، وإنما هي من مخلفات هذه الحرب الظالمة ، ولو كانت قاصدة ما قصده أصحاب الفيل لأصابهم ما أصابهم.
ثم هنا روايات صحيحة أن البيت لم يغرق في طوفان نوح (ع) كما في الصحيح عن سعيد الأعرج ـ