أكيد لفرض الحج على المستطيعين ، ثم (وَمَنْ كَفَرَ ...) تهديد شديد بالكافر بفرضه ، ثم التارك له على فرضه وهو مؤمن به وهو الكفر عمليا قرنا بكفر عقائدي!.
(.. حِجُّ الْبَيْتِ)
لقد ذكرت هذه الفريضة مرات عشر في القرآن كله ، تسعا «الحج» فتحا ، ومرة يتيمة كما هنا (حِجُّ الْبَيْتِ) كسرا ، وليس بين التسع آية تحمل فرض الحج كهذه إلّا آية الأذان ، فما هو الحج هنا والحج في غيرها؟.
«الحج» في الأصل هو القصد ، ثم اصطلاحا في شرعة الله هي القصد الأصل من الزيارات ، فهو القصد إلى زيارة بيت الله ، وهو كثرة القصد الى من يراد تعظيمه ، وهو الكف ، والغلبة بالحجة ، والقدوم ، وكثرة التردد ، وقد يضمها كلها حج البيت ، فانه القصد الى من تعظمه زيارة لبيته الحرام بديلا عن زيارته نفسه المستحيلة ، ومن شروطه الأصيلة الكف عن غير الله ، والكف في هذه السبيل عن محارم الله ، وقد يتمثل الكف في تلبيات الإحرام ، وهو الغلبة بدليل على هواك والغلبة بمؤتمره على النسناس ، او ان الناس حضروه كما يجب ، وشهدوا منافع لهم كما يجب ، وقاموا قومتهم الجماهيرية على النسناس المعارضين شرعة الناس ، إذا فالحج حجة وغلبة بالحجة! ، وهو القدوم الى بيت الله ، وكثرة التردد اليه ، ويجمعها كلها القصد القاطع لزيارة بيت الله.
واما «الحجّ» فهو اسم لذلك المصدر ، فهو حاصل الحج ، زيارة مقصودة ، فليس لله على الناس ـ فقط ـ حجّ البيت وهو قصده ـ دون واقعه ، بل حجّ البيت ، وهو الزيارة المقصودة بكل مناسكها ، والمقصودة بكافة جنباتها السياسية العبادية الجماهيرية.