ثم المحتاج الى زاد حاضر وراحلة ، ان استطاع الحصول عليها دون عسر ولا حرج ، فهو ممن استطاع اليه سبيلا ، وليس تحصيلهما تحصيلا للاستطاعة ، إلّا إذا كانا هما ـ فقط ـ الاستطاعة ، كيف لا وقد أمر الفقير ان يخدم القوم ويخرج معهم (١).
__________________
ـ بكراع الغميم فشكوا إليه الجهد فقال : شدوا أزركم واستبطنوا ففعلوا ذلك فذهب عنهم.
وفيه صحيحة عبد الرحمن بن الحجاج قال قلت لأبي عبد الله (ع) الحج على الغني والفقير؟ فقال : الحج على الناس جميعا كبارهم وصغارهم فمن كان له عذر عذره الله.
وصحيحة حفص عن أبي عبد الله (ع) عن آية الاستطاعة ما يعني بذلك؟ قال : من كان صحيحا في بدنه مخلى سربه له زاد وراحلة فهو ممن يستطيع الحج.
وفي الدر المنثور ٢ : ٥٦ ـ أخرج سعيد بن منصور وأحمد في كتاب الإيمان وأبو يعلي والبيهقي عن أبي أمامة قال قال رسول الله (ص) من مات ولم يحج حجة الإسلام لم يمنعه مرض حابس أو سلطان جائر أو حاجة ظاهرة فليمت على أي حال شاء يهوديا أو نصرانيا.
وفي جامع الأحاديث ١٠ : ٢٢٩ صحيحة الحلبي عن أبي عبد الله (ع) في آية الاستطاعة ما السبيل؟ قال : أن يكون له ما يحج به ، قال : قلت من عرض عليه ما يحج به فاستحيى من ذلك أهو ممن يستطيع إليه سبيلا؟ قال : نعم ما شأنه يستحي ولو يحج على حمار أبتر فإن كان يطيق أن يمشي بعضا ويركب بعضا فليحج.
أقول وروى مثله العياشي في تفسيره عنه (ع) ودعائم الإسلام عنه (ع) والتهذيب في الصحيح عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (ع) والصحيح عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (ع) والتوحيد في الصحيح عنه (ع) فالروايات في ذلك قد تبلغ حد التواتر والأصل هنا هو نص آية الأذان والإطلاق كالنص في آية الاستطاعة ، فلا مجال للقول أن فاقد الزاد والراحلة ، المستطيع للحج دون عسر ولا حرج ليس مستطيعا للحج.
(١) جامع أحاديث الشيعة ١٠ : ٢٥١ صحيحة أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله (ع) قول الله عز وجل (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ ...) قال : يمشي إن لم يكن عنده ، قلت : لا يقدر على المشي؟ قال : يمشي ويركب ، قلت : لا يقدر على ذلك؟ قال : يخدم القوم ويخرج معهم ، ورواه مثله العياشي في تفسيره عن أبي بصير عنه(ع).