وترى التفرق والاختلاف في الفروع الأحكامية لاختلاف في تفهم البينات ، ولان المجتهدين ليسوا بمعصومين ، هل هو داخل في تهديد العذاب الأليم؟.
كلّا ، وإنما هو التفرق عن حبل الله والاختلاف فيه أو عنه بعد البينة علما وعتوا وتقصيرا ، وأما القصور بعد صالح الجهد والاجتهاد ـ جمعا بين جمعية الاعتصام التي تضمن شورى بينهم ـ فلا ، بل هو مشكور محبور مهما كان للمخطئ غير المقصر أجر واحد وللمصيب أجران.
(يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) (١٠٦).
هنا اسوداد خاص للوجوه الخصوص ، هؤلاء الذين كفروا بعد ايمانهم اهل كتاب او مسلمين حيث تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البيّنات ، وهي ضمن سائر الوجوه الكافرة ، ومن العجاب أن كل مذهب يذهب الى ان غيره من المسودة وجوهم باختلاق روايات وتكلف تأويلات (١) تفرقا في ذلك
__________________
ـ المقري ان أبي قال : ... عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال قال لي سلمان الفارسي ما طلعت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يا أبا الحسن وانا معه إلا ضرب بين كتفي وقال : يا سلمان هذا وحربه هم المفلحون.
وفي لفظ آخر عن سلمان الخبر فقال يا أبا الحسن قلما أقبلت أنت وانا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا قال : يا سلمان هذا وحزبه هم المفلحون يوم القيامة.
ورواه عن الحسن حسين بن الحكم الجري وأبو القاسم سهل بن محمد بن عبد الله مثله.
(١) الدر المنثور ٢ : ٦٢ ـ اخرج الخطيب في رواة مالك والديلمي عن ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الآية قال : تبيض وجوه اهل السنة وتسود وجوه اهل البدع ، وفيه اخرج ابو نصر السنجري في الامانة عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قرأ هذه الآية قال : تبيض وجوه اهل الجماعات والسنة وتسود وجود اهل البدع والأهواء.
أقول : ان كان هذا قول الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فهو لا يقول الا عن الله ، فالجماعة ـ