٥ ـ ٦ (وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) وهما البعد الثاني من الإيمان لفاعل المعروف وتارك المنكر ، ولأن الأمر والنهي بحاجة اساسية الى معرفة المعروف والمنكر وعمل المعروف وترك المنكر ، فهم أولاء العدول منهم كما وهم علماء لمكان (يَتْلُونَ آياتِ اللهِ) دون اختصاص بعلمائهم فان شرط المعرفة بالمعروف والمنكر والائتمار والانتهاء يحصل بتقليد كما يحصل باجتهاد ، مهما كان على المقلد الاجتهاد السليم في تقليده.
٧ (وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ) في كل ميادين سباقات الخيرات ، دون ركود ولا جمود ، فحياتهم كلها حركات في مسارعة الخيرات.
٨ (وَأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ) وهم الرابع من مربع الصراط المستقيم : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) (٤ : ٦٩).
٩ (وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ) كفرانا لكونهم كتابيين ام لسابق حالهم قبل ان يكونوا مسلمين.
١٠ (وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ) يثيبهم كما يتقون مسلمين ام كتابيين.
وهذا العشرة لا تجتمع إلا في نبلاء اهل الكتاب وقليل فيهم قاصرون ، وكثير هؤلاء الذين آمنوا أم هم يتحرون عن صالح الإيمان فهم مسلمون.
فلا كفران لمساعي المتقين أيا كانوا ، دون ان تنقص منها سابقة سوء هم عنها الآن خارجون ، وطالما الكتابي الذي يؤمن أم هو في سبيل الإيمان مكفّر عند من يجهل المقاييس ولكنه غير مكفور عند الله بل هو مشكور ، بل إن المؤمن مكفر وذلك أن معروفه يصعد الى الله عز وجل ولا ينتشر في الناس والكافر مشهور وذلك ان معروفه للناس ينتشر في الناس ولا يصعد إلى الله (١).
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٢٢٢ في كتاب علل الشرائع عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ...