و «لا والله لا يقبل الله شيئا من طاعته على الإصرار على شيء من معاصيه» (١).
ذلك لأنه دليل على عدم الإيمان حين لا تسوءه سيئة ، فالخوف من العقاب يبعث العاصي على الاستغفار والندم (٢).
و «انه والله ما خرج عبد من ذنب بإصرار ، وما خرج عبد من ذنب إلا بإقرار» (٣) ولقد كان يدعو الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : «اللهم اجعلني من الذين إذا أحسنوا استبشروا وإذا أساءوا استغفروا» (٤).
إنه ليس (وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ) مثيرة للاستهتار ، فإنما تخجل العاصي وتطمعه في الغفران وتثير الاستغفار.
فلقد يعلم الله ماذا خلق ومن ذا خلق ، خلق هذا الإنسان بما يحيط به ،
__________________
(١) المصدر في اصول الكافي عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : لا والله ...
(٢) المصدر عن ابان بن تغلب قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : ما من عبد أذنب ذنبا فندم عليه الا غفر الله له قبل ان يستغفر وما من عبد أنعم الله عليه نعمة فعرف انها من عند الله إلّا غفر الله له قبل ان يحمده.
(٣) المصدر عن معاوية بن عمار قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : انه والله.
(٤) الدر المنثور ٢ : ٧٧ ـ اخرج البيهقي في الشعب عن عائشة قالت كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : ...
وفيه اخرج البيهقي عن أبي هريرة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال : اربعة في حديقة قدس في الجنة ، المعتصم بلا إله إلا الله لا يشك فيها ومن إذا عمل حسنة سرته وحمد الله عليها ومن إذا عمل سيئة ساءته واستغفر الله منها ومن إذا اصابته مصيبة قال انا لله وانا اليه راجعون.