يزدادون على مثلث العلم لسائر العلماء علم الوحي الرسالي : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (٢١ : ٢٥).
ذلك وأفضل الشهادات الربانية في حقل الكتب الرسالية هو القرآن : (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً) (٤ : ١٦٦).
وهي بصورة عامة : (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (١٣ : ٤٣).
هذا ، وكذلك سائر اولي العلم ، علما بالله كما الموحدون ، او علما بخلق الله ، حيث العلوم التجريبية بأسرها ـ لو خليت وطباعها ـ تحيل ازلية المادة (١).
إذا فالكون بأسره ـ خالقا ومخلوقا ، وفي كل حقوله ـ شاهد صدق بكل صنوف الشهادة (أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) فلا نكير لتوحيده تعالى إلّا نكير فطرته وعقليته وعلمه.
إذا ف (شَهِدَ اللهُ) : ١ باسمه «الله» ٢ وذاته و ٣ صفات ذاته ٤ وصفات فعله ، ٥ ومن الفطر ٦ والعقول ٧ وبقرآنه و ٨ ملائكته وسطاء في حمل التكوين والتشريع ، ٩ وأولوا العلم الرسل ومن يحذو محذاهم ١٠ وسائر اولي العلم حيث الصالح في ذاته يدل على وحدانيته تعالى.
فكل هذه الشهود العشرة هي من (شَهِدَ اللهُ) منه او من فعله شهادة عقلية او علمية او واقعية ، وليست شهادات لفقدان البرهان.
__________________
(١) تجد القول الفصل في شهادة العلوم لإثبات وجود الله وتوحيده في كتابنا «حوار بين الإلهيين والماديين» في فصله الخاص.