قيلتهم العليلة انهم أبناء الله فلا تمسهم النار ، ولو مستهم ف (لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ) عبدنا فيها العجل ، وبذلك الضمان والأمان حرروا أنفسهم في كل تخلفة عن شرعة الله ، فإنهم ـ على زعمهم ـ مثابون على اية حال ، وليس عذابهم ـ لو كان ـ إلا أياما معدودات محتملات هي متحمّلات.
وهكذا (غَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ) فلا يبالون بما يعملون.
(فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُون) (٢٥).
«فكيف» تكون حالهم بمآلهم في اعمالهم (إِذا جَمَعْناهُمْ) مع سائر الجموع يوم الجمع (لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ) في الشرائع الكتابية في ميزان العدل السوي (وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ) نفس «ما كسبت» من خير او شر ، دون زيادة الا في خير ولا نقيصة في كل من الشر والخير «وهم» هودا ام سواهم «لا يظلمون» انتقاصا عما كسبوا.
وحين ينحصر الوفاء بما كسبت ، فهو المحور الأصيل ، حيث (تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَاللهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) (٣٠).
(قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٦)