الْمُلْكَ) وهو نمرود الطاغية في أحد وجهي الآية وهما معا معنيان.
ومن الروحي : في وجه لإبراهيم (عليه السلام) : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللهُ الْمُلْكَ) (٢ : ٢٥٨) وبكل الوجوه : (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً) (٤ : ٥٣) فالرسالة الإلهية ملك ، بل هي أفضلها ومن ضمنها الزمني: (إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (٧ : ١٥٨) (قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي) (٣٨ : ٣٥).
ذلك ، وهو بين حق كما شرعه الله وقرره لأنبيائه وأولياءه ، وباطل اغتصبه الذين احتلوا المناصب الروحية عن أصحابها الصالحين ، فهذه خرافة مجازفة ان واقع المرجعية الدينية ليس الا بخيرة صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه ، فكل مرجع ديني ـ إذا ـ هو نائبه المنصوب المرضي عنده.
فان واقع الخلافة الروحية عن الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلم) كان واقعا في الخلاعة اغتصابا لتلك الخلافة فضلا عن المرجعية الروحية زمن الغيبة ومن ملك الملك فانه من الملك ، فكل ما يملك يشمله الملك ، من دولة ودولة وقيادة روحية ، حقا ام باطلا.
فقد يجتمع الإيتاءان تشريعا وتكوينا كما في الملك الحق في مثلثه ام مثناه ام موحّده كما في الصالحين.
واخرى إيتاء تشريعي ولم يحصل تكوين ، كالقيادة الزمنية للروحيين الصالحيين حيث تحول بينها وبينهم طغاة بغاة ، ثم لا ينصرهم في معركتهم الصاخبة المؤمنون معهم قصورا أو تقصيرا.
وثالثة تحمل الإيتاء التكويني دون التشريعي كمن يؤتى من هذه الثلاثة ام كلها دون حق شرعي ، فليس الحصول عليها تغلبا على ارادة الله وتألبا عليها ،