«لا تنهض عصى السلطنة من يهودا ولا الحكم من بين رجليه حتى يأتي شيلوه الذي يجتمع فيه كافة الأمم ...».
فانتهاض السلطة من يهودا هو انتقالها من الشعب الاسرائيلي إلى غيرهم ، وهو هنا «شيلوه» من غير إسرائيل ، إذ لو كان منهم لما قوبل بهم في انتهاض السلطة عنهم إليه (١) وقد يندد بهم القرآن في ادعائهم الجوفاء ان النبوة منحصرة فيهم (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً) (٤ : ٥٣) (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) (٤ : ٥٤).
وقد ورد في الأثر ان نبي الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سأل ربه أن يجعل ملك فارس والروم في أمته فأنزل الله هذه الآية (٢) وذلك بعد ما أمره ربه ان يسأله (٣) ويروى عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ان اسم الله الذي إذا دعي به أجاب في هذه الآية (٤).
ذلك! فليكن الصالحون على مدار الزمن ظروفا لتحقيق مشيئة الله ان يؤتيهم الملك تحقيقا لشرعة الله في بلاد الله ، دون تكاسل او تعاضل في أسبابه (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى).
__________________
(١) راجع كتابنا (رسول الإسلام في الكتب السماوية).
(٢) الدر المنثور ٢ : ١٤ ـ أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة قال : ذكر لنا أن نبي الله (ص) ...
(٣) المصدر أخرج ابن المنذر عن الحسن قال جاء جبرئيل إلى النبي (ص) فقال : يا محمد سل ربك قل اللهم ... ثم جاء جبرئيل فقال يا محمد فسل ربك قل رب ادخلني مدخل صدق ... فسأل ربه بقول الله تعالى فأعطاه ذلك.
(٤) المصدر أخرج الطبراني عن ابن عباس عن النبي (ص) قال : اسم الله ..