بحدة الصياح (١) له ، فإذا اجتمعت تلطخت بالطين متمرغة في التراب ثم منغمسة في الماء ، تتخذ (٢) الطين جنة عن اللسعة ، ثم تقاتل.
والتماسيح تشحو (٣) أفواهها لطائر يقع عليها كالعقعق ، ويخلل أسنانها ثم ينفلت ذلك الطائر (٤) ، وقد حدثت أن على بعض أعضاء ذلك الطائر كالشوك ، وقد يزلّ (٥) عن جناحه فيخدش فم التمساح إن هم بالتقامه : وربما لم يبال بذلك فابتلعه ، ولكن (٦) ذلك الطائر ينفلت في أكثر الأمر عن فم التمساح (٧).
والسلحفاة تتناول بعد أكل الحية صعترا (٨) جبليا ، ثم تعود وقد (٩) عوين ذلك. أقول : وقد حكى لى (١٠) شيخ ممن كان يحب الصيد ـ وكان من الثقات ـ أنه عاين الحبارى يقاتل الأفعى وينهزم عنه إلى بقلة يتناول منها ، ثم يعود ، ولا يزال ذلك (١١) دأبه. وإن هذا الشيخ كان قاعدا عند مصيدته في كن غائر فعل القنصة ، وكانت البقلة قريبة من مسكنه ، فلما اشتغل الحبارى بالأفعى قلع البقلة فعاودت (١٢) الحبارى إلى منبتها ففقدتها ، وأخذت تدور حول منبتها (١٣) دورانا متتابعا حتى خرت ميتة ، فعلم الشيخ أنه كان (١٤) يتعالج بأكلها من اللسعة ؛ ولما شرح لى لون البقلة وشكلها خمنت أنها (١٥) الخس البرى.
قال : وأما ابن عرس فيستظهر في قتال الحية بأكل السّذاب (١٦) ، فإن النكهة السّذابية (١٧) مما يشمئز منها (١٨) الأفعى ، والتيس (١٩) يتعالج في زمان الفاكهة بأكل الحشيشة المرة.
__________________
(١) بحدة الصياح : نجده بصياح د ؛ نجدة له بصياح سا ؛ بحدة بصياح م.
(٢) تتخذ : لتتخذ سا.
(٣) تشحو : [شحا فاه يشحوه ويشحاه شحوا : فتحه. وشحا فوه يشحو : انفتح (لسان العرب)].
(٤) الطائر (الثانية) : الطير ب ، د ، ط
(٥) يزل : برز ب ؛ نزل ط.
(٦) ولكن : لكن د ، سا.
(٧) الأمر عن فم التمساح : الأحوال عن فم التمساح د ، سا ؛ الأحوال من فم ذلك ط ، م.
(٨) صعترا : سعترا م
(٩) وقد : قد ب ، ط ، م.
(١٠) لى : ساقطة من د.
(١١) ذلك : ساقطة من م.
(١٢) فعاودت : فعادت د ، سا ، م.
(١٣) ففقدتها ... منبتها : ساقطة من م.
(١٤) أنه كان : أن الحبارى كانت سا.
(١٥) أنها : أنه م.
(١٦) السذاب : السداب د ، ط.
(١٧) السذابية : السدبية د ، سا ، ط ، م
(١٨) منها : عنها ب ، د ، سا
(١٩) والتيس : والتنين د.