الصيد كل وقت. وفراخه تقابل من يأتى عشها بمخاليبها (١) وأجنحتها. وإذا بلغ فرخ (٢) العقاب أوان الطيران نفاه العقاب من عشه. والزوج من العقاب يحفظ لنفسه حريما واسعا لا يرخص لغيره من الجوارح أن تستقر بقربه. ولا يصيد في حماه (٣) بل يصيد مبعدا ، فإذا صاد صيدا اعتبر ثقله ورازه (٤) ، ثم حمله إلى عشه ؛ وفيما بين ذلك يضعه على الأرض مرارا ، يغالط من عسى أن يكون كمن له. ويبدأ بصيد صغار الأرانب ، ثم يتدرج إلى صيد الكبار. وينهض إلى صيده من الروابى (٥) واليفاع (٦) من الأرض ؛ لأن استقلاله (٧) من الحضيض ، ويبدأ بلمح الصيد من حالق. والجوارح لا تقع على الحجارة بسبب مخاليبها (٨) ، اللهم إلا في الندرة. والعقاب طويل العمر ، ولذلك يخلد عشه في مكان واحد. وفي بعض البلاد جنس أصغر من العقاب يبيض بيضتين ، ويودعهما (٩) جلد أرنب أو ثعلب ، ولا يحضنهما (١٠) ، إلى أن يدرك الفرخ فيخرجه.
وأما فينى (١١) ، وهو (١٢) كاسر العظام ، وأظنه الطائر الذي يسمى بالعربية البلح وبالفارسية هماى ، فإنه طائر (١٣) وديع ، مدبر لنفسه ولبيضه ولفراخه (١٤) ، وبعينه تقصير بسبب (١٥) إسبال جفنه عليه ، فإن جفنه مسترخ. ويتكفل (١٦) بفرخ العقاب الذي يطرده لبخله أو لحسده وسوء خلقه. وإذا نشأت فراخ العقاب تقاتلت بمخاليبها تبرما من بعضها ببعض (١٧) ؛ وتحاسدا على الطعم. ولا يبعد أن يكون هذا إحدى علل طرد العقاب بعضها ليتكفله فينى (١٨).
وجنس من العقاب أحد بصرا من غيره يضطر فراخه إلى مواجهة عين الشمس ،
__________________
(١) بمخاليبها : بمخالبها ط
(٢) فرخ : فراخ ب ، ط ، م.
(٣) حماه : حمله م.
(٤) ورازه : وزاده سا ، وردائه ط ؛ ورداه م ؛ [رازه بروزه روزا : حرب ما عنده وخبره ؛ وراز الحجر روزا : وزنه ليعرف ثقله. (لسان العرب)].
(٥) الروابى : + والصغار م
(٦) واليفاع : والبقاع م ؛ [اليفاع : المشرف من الأرض والجبل ، وقيل : هو ما ارتفع من الأرض ؛ قال ابن برى : وجاء في جمعه يفوع. (لسان العرب)]
(٧) استقلاله : استقراره طا.
(٨) مخاليبها : مخالبها ط. (٩) ويودعهما : ويودعها م.
(١٠) ولا يحضنهما : ولا يحضنها م.
(١١) فينى : تبنى ط ؛ قينى م
(١٢) وهو : فهو ط. (١٣) طائر : + أسود سا
(١٤) ولفراخه : وإخراجه د
(١٥) بسبب : لسبب ط. (١٦) ويتكفل : فيتكفل ط.
(١٧) ببعض : لبعض ط.
(١٨) فينى : قينى ط ، م.