وأما القياس (١) الحملى الذي أورده فليس يستعمل فيه نتيجة القياس (٢) الأول مقدمة البتة فى قياس بعدها (٣) ، على أنها بالفعل ، بل يستعمل شيئا هو لازمه ؛ ثم يدعى أن القياس حملى ، وليس كذلك ، بل هناك قياسان (٤) : واحد منهما (٥) حملى وهو الأول ، وشرطى استثنائى وهو الثاني. لكنه قدم الاستثناء ، فخفى عليه أنه استثناء. وهناك وضع وذلك قوله : إن مشابهة الأولاد للوالدين إنما يكون بسبب أصل ومبدأ عام للذكر والأنثى. وإذا كان كذلك فإما أن يكون كذا ، وإما أن يكون كذا. ومعنى قوله : إذا كان كذلك ، أنه إذا كانت (٦) المشابهة لأصل عام فتكون هذه المقدمة متصلة ، قد وضع مقدمها بعينه لا على أنه بعد ذكر المتصل ، بل قبله. وليس في ذلك كثير بأس فأنتج التالى ، وهو أن مشابهة الأولاد بالوالدين إما لدم الطمث وإما للمنى ، ثم يحتاج إلى أن يؤلف منها هذه المنفصلة ، والاستثناء قياسا استثنائيا منفصلا ، ويقول : لكن ليس من دم الطمث ، فهو إذن من المنى. وهذا قياس ثالث استثنائى من شرطى منفصل ففيه من النقصان ما في الأول ، وفيه من الكذب أنه جعل القياس حمليا ، والغالب فيه الاستثنائى. ومن كانت طبقته في معرفة المقاييس هذه الطبقة ، فيجب أن يغض قليلا من نشواره (٧) ، ولا يقعقع (٨) للمشاءين بالشنان (٩) ، ولا يتمنطق عليهم. والشانّ (١٠) في فرحه وأشره حيث ألف كلامه في ذلك ، كأنه عمل شيئا ، وأفاد بدعا. وقد احتج المشاءون عليه بالمشاهدات إذ وجدوا البيض الذي يكون من الريح إذا عرض عليه سفاد الديك عاد مفرخا بعد ما هو غير مفرخ.
__________________
(١) وأما القياس : ساقطة من سا
(٢) القياس : (الثانية) بالقياس م.
(٣) بعدها : بعده طا.
(٤) قياسان : قياسات ب ، د ، سا ، م
(٥) منهما : منها ب ، د ، سا ، م.
(٦) كانت : كان د ، سا.
(٧) نشواره : شواره د ، سا ، ط ، م
(٨) ولا يقعقع : ولا يقرع سا
(٩) بالشنان : الشن الخلق من كل آنية صنعت من جلد ، والجمع الشنان. وفي المثل : لا يقعقع لى بالشنان. (لسان العرب).
(١٠) والشان : والشنان ط.