على أن هذا الرجل قد أورد كلامه هذا على صورة قياسية تركيبية ، فيها حذف وإضمار على النحو المعتاد ، ثم رام أن يستعمل القياس على وجه التحليل. ولم يفعل البتة ، فإن قياسه الذي يسميه (١) وضعيا ، ناقص المقدمات محذوفها ، فيهرب من ناقص إلى ناقص ، ومن مخلوط إلى مخلوط. وذلك أن قياسه مؤلف (٢) من ثلاثة مقاييس : أحدها أنه إن كان الولد يشبه والديه (٣) كليهما فإنما يشبههما (٤) بسبب عام لهما (٥) ، وإن كان الولد إنما يشبه (٦) والديه بسبب عام لهما كليهما فلا يخلو إما أن يشبههما بسبب المنى أو بسبب الطمث. ينتج من هذا أنه إن كان الولد يشبه والديه كليهما فإما أن يشبههما بسبب المنى أو بسبب الطمث ؛ فهذا قياس. والقياس (٧) الثاني أن يجعل هذه النتيجة مقدمة ، فقال (٨) : إن كان الولد يشبه والديه كليهما فهو إما بسبب الطمث أو بسبب المنى ؛ لكن الولد يشبه والديه ، فهو إما بسبب الطمث ، أو بسبب المنى ؛ ثم يجعل النتيجة مقدمة فيقول الولد يشبه والديه كليهما. فهو (٩) إما بسبب الطمث أو بسبب المنى ، لكن (١٠) ليس بسبب الطمث ، فهو إذن (١١) بسبب المنى. وهاهنا في السر قياسان آخران ، أحدهما يصحح به الاستثناء الأول ، وهو أنه لو كان الولد يشبه والديه بسبب الدم ، لكان لا يشبه إلا أمه ، أو كان يوجد للذكر دم طمث (١٢). ثم يستثنى نقيض التالى ، وقياس آخر وهو (١٣) المقرب إلى المطلوب ، وهو أن يقرن بالنتيجة الثالثة ، فيقال : وإذا كان الشبه بالوالدين بسبب المنى ، ولكل (١٤) واحد منهما منى ، ويستثنى (١٥) عين (١٦) المقدم ، فرعده وبرقه (١٧) بأن ينقل الكلام المعتاد إلى نظم القياس قد كان يجب أن يكون مقترنا بهذا الترتيب في التحليل والتركيب ، أو بتحليل آخر يجرى مجراه (١٨).
__________________
(١) يسميه : يشبهه سا. (٢) مؤلف : مؤلفة ط.
(٣) والديه : والديهما م (٤) يشبههما : يشبه د ، سا
(٥) لهما : + كليهما د ، سا ، ط.
(٦) يشبه : شبه سا. (٧) والقياس : ساقطة من د.
(٨) فقال : فيقال د ، سا ، ط ، م.
(٩) كليهما فهو : ساقطة من د ، سا ، ط.
(١٠) الولد ... لكن : ساقطة من م.
(١١) إذن : أيضا سا.
(١٢) طمث : الطمث ب ، ط ، م
(١٣) وهو : هو د ، سا.
(١٤) ولكل : فلكل سا ، ط
(١٥) ويستثنى : فيستثنى ط
(١٦) عين : عن سا ، ط
(١٧) فرعده وبرقه : فإرعاده وإبراقه د ، سا ، طا.
(١٨) قد كان .. مجراه : ساقطة من سا.