ولا صفراوية ولا بلغم ولا بلغمية ، ولا سوداء ولا سوداوية ، بل هي من فضل الدم اتفاقا. وفضل الدم (١) إما دم مطلق ، وإما دم متغير. ومن عادة الدم الذي يتغير في الرحم إلى (٢) أى كيفية كانت أن (٣) يسمى دم طمث. والطبيب الفاضل يعترف بجميع هذه (٤) الأحوال وإن كان (٥) ما يسميه منى المرأة هو من دم الطمث على هذه الصورة.
فهذه الرطوبة التي للنساء يجب أن تسمى دما. وإذا سمى (٦) منيا فهو ضرب من التوسع ، ولندل على مفارقته لدم الطمث الذي لم ينضج هذا النضج ، ولم يستحل هذه الاستحالة. ثم من المعلوم أن هذه الرطوبة أولى من دم الطمث لأن تعين في تكوين الجنين. ولو لا ذلك لما كانت (٧) المرأة تنزلها ، وتحتلم بها ، وتلتذ بسيلانها فيها دون سيلان دم الطمث الصرف. وإذا كانت نافعة في تكوين الجنين لم تخل إما أن تنفع منفعة المادة ، وإما أن تنفع منفعة الحركة (٨) ، إذ لا يرجى لها منفعة أخرى ؛ وإما أن تنفع منفعة الأمرين جميعا ، فتكون فيه قوة مصورة ومادة أيضا ، كما في البذور. لكنه إذا كان في شىء من الأشياء قوة فعالة (٩) تلاقى القوة الانفعالية ، يجب عنها الفعل. فإن كانت ضعيفة ، فيجب عنها (١٠) فعل ضعيف. وإما ألا يجب عنها الفعل البتة ، فهو لأنها ليست قوة البتة. فإذن يجب أن يكون هذا الشىء الذي نسميه الآن منيا باشتراك الاسم ، إذا سال إلى رحم المرأة عند جماع قضت المرأة فيه شهوتها ولم يقض الرجل ، وحصل المنى في معدن التوليد (١١) ـ وهو الرحم ـ أن تكون القوة المصورة تفعل في المادة ما في طبعها أن تفعل كانت قوية ، ففعلا قويا ، وإن كانت ضعيفة ففعلا ضعيفا رديا. ولا نجد ذلك مما يكون البتة ولا يفعل فعلا البتة. والذي لا يفعل فعلا البتة ولا يؤثر تأثيرا البتة ، فليس هو بقوة. فلا يكون إذن فى نطفة الأنثى قوة مولدة ، فإن كانت قوة فلا فعل لها البتة ، وإنما تحتاج إلى شىء آخر ، إذا جاء ذلك الشىء أفادها قوة كاملة تسرى فيه.
__________________
(١) اتفاقا وفضل الدم : ساقطة من د.
(٢) إلى : ساقطة من م
(٣) أن : ساقطة من م.
(٤) هذه : ساقطة من ب ، م.
(٥) كان : يكون ب ، د ، م ؛ يكن سا.
(٦) سمى : سميت ط.
(٧) لما كانت : لكانت م.
(٨) الحركة : المحركة د ، ط ، م ؛ المحرك سا.
(٩) فعالة : + ثم م.
(١٠) عنها : ساقطة من م.
(١١) التوليد : التولد سا ، ط ، م.