والعينان أدل الأعضاء على الشمائل ، كما أنهما (١) أدل الأعضاء على انفعالات النفس عند الغضب والفرح والغم ، وغير ذلك ؛ وأجزاؤها الجفنان والمقلة (٢). والمقلة مركبة من حدقة ، وبياض يسمى ملتحمة ، ويحدها من الجانبين الموقان ، وإذا كانت من ناحية الموق صغيرة الزاوية دلت (٣) على سوء دخلة (٤) وخبث شمائل (٥) ، وإذا كان ذلك الموضع كثير اللحم كما يعرض لأعين الحدأة دل على خبث وفجور ، وإذا وقع الحاجب على العين دل على حسد ، والعين المتوسطة في حجمها (٦) دليل على فطنة وحسن خلق ومروءة ، والناتئة تدل في كل شىء على اختلاط عقل ، والغائرة على حدة (٧) في جميع الحيوان ، والتي (٨) يطول تحديقها مفتوحة ولا تطرف تدل على قحة مضروبة في حمق ، والتي تكون كبيرة الطرف تدل على خفة وقلة ثبات وطيش ، وإذا كانت على الاعتدال في الحالين دلت على حسن حال.
وأما (٩) تشريح العين فسنؤخر الكلام فيه إلى حين ما نتكلم في الأسباب. وقد دل الاستقراء على أن كل حيوان بحرى فله عينان في الطبع. إلا بعض الحيوان البحرى الخزفى الجلد. وكل حيوان يلد حيوانا فله عينان ، إلا الخلد ، ويشبه أن يكون له عينان ، لكنهما (١٠) مغشيتان بجلد رقيق لضعفهما ، وذلك (١١) يظهر عند التشريح ، وإنما يدركان الأظلال دون الألوان (١٢) والأشكال.
ومن الأجزاء الظاهرة في الرأس (١٣) الأذنان ، وهي للسمع فقط ، وأجزاؤه الغضروف المتشنج (١٤) في الإنسان ، والشحمة ، والثقبة الملولبة. وقد عرض المحارة (١٥) بينها (١٦) بالهيئة التي لها ليظهر طنين الصوت ، واجتماع الهواء الحامل للصوت في غضونه ولو لب ثقبه ، لتكون
__________________
(١) أنهما : أنها د ، سا ، ط ، م.
(٢) والمقلة : ساقطة من ط.
(٣) دلت : دل د ، ط ، م
(٤) دخلة : دخلته م
(٥) شمائل : شمائله ط ، م.
(٦) حجمها : فطنها م.
(٧) حدة : ضده ب
(٨) والتي : والذي د ، سا ، ط.
(٩) وأما : فأما ط.
(١٠) لكنهما : ساقطة من ب
(١١) وذلك : وكذلك د ، سا ، م ؛ ولذلك ط.
(١٢) الألوان : اللون ب.
(١٣) فى الرأس : ساقطة من سا.
(١٤) المتشنج : المشنج د ؛ المجو فشنج سا
(١٥) المحارة : المحاورة م
(١٦) بينها : بينهما د ، سا ، ط.