المسافة القصيرة المدى طويلة ، فلا يكون داخل الأذن وحيث يجاور الدماغ معرضا لوصول البرد والحر إليه من الثقب بسهولة. والزوج الحساس (١) من العصب الذي يأتيه ، وسنذكره ، صلب لأنه معرض لمصاكة الهواء بالفرش على السطح الباطن من الصماخ ، لأنه يحتاج أن يلقى الهواء المتموج لقاء مماسة ومصادمة. وذلك العصب يبرز إليه من ثقب سنذكره في موضعه.
وللأذن منفذ خفى أيضا إلى الحنك. وكل حيوان ذى أذن فهو يحرك أذنه خلا الإنسان ، إلا أفراد منهم ربما حركوها حركة ضعيفة. وجميع الحيوان له أذن ، إلا الطير فله ثقب فقط (٢) وإلا المفلّس الجلدة ، وأصناف من حيوان الماء. (٣) وكل ما يلد حيوانا فله أذن. خلا الدلفين والأفعى. وتوسط الشعر على الأذن يدل على جودة السمع. والآذان الكبار المنتصبة تدل على حمق وهذيان كثير.
وأما الأنف فإنه آلة الاستنشاق (٤) ، والتنفس ، والعطاس الذي يكون من استعانة الدماغ في دفع فضل (٥) أو ريح فيه بهواء تستنشقه الرئة ويفضل منه للدماغ (٦) فيدفعه دفعة ويدفع معه ما يؤذيه. والفم وإن أعان على التنفس فهو كدخيل في العمل. وإنما التنفس بالأنف ، فإن جميع الحيوان تتنفس مضمومة الأفواه. أقول : قد (٧) رأينا فرسا فتح البيطار فاه بآلة سدت منخريه فلم يشعر به إلا وقد مات في الوقت. وأما تشريح الأنف فسنذكره حيث نذكر الأسباب. والأنف يقوم للفيل مقام اليد ، فبه يلتقم ، وبه ينقل الماء إلى فمه (٨) ملء منخريه (٩) ثم نفخا (١٠) إياه في حلقه. ويلاصق الأنف الوجنتان وهما عظمان متخلخلان ، وفكان (١١) يتحرك من كل حيوان أسفلهما ، إلا التمساح. وأما تشريح الوجنة والأسنان
__________________
(١) الحساس : الحاس ط.
(٢) فقط : ساقطة من م
(٣) حيوان الماء : الحيوان المائى م.
(٤) الاستنشاق : للاستنشاق د ، سا ، ط ، م.
(٥) فضل : الفضول ب
(٦) للدماغ : الدماغ ب.
(٧) قد : وقد د ، سا ، ط ، م.
(٨) فمه : فيه ط.
(٩) منخريه : منخره م
(١٠) نفخا : يفجأ ط.
(١١) وفكان : وكان ب ؛ وكان الذي م.