عنه إلى المعاء. وغلط أصحاب انكساغورس حين قالوا : إن المرارة سبب للأمراض الحادة وليس كذلك ، بل هي سبب لدفع الأمراض الحادة لاجتذابها المرة. ويعرض من جذب المرارة للمرة أن يكون الجزء من (١) الكبد الذي تحت المرارة أخلى (٢) ، لأن المرارة عن الجوار أجذب. ولما استقرى بعض الناس فوجد مثل الدب (٣) والأيل عديمة المرارة (٤) ، ويطول عمرها ، ومثل قوقى والدلفين من دواب البحر ذلك سبيله ، حكموا أن عادم المرارة طويل العمر ولم يعتبروا حال الإنسان.
قال : ولم يعلموا أنه إذا كان عدم المرارة سببا لطول العمر ، فصاحب الكبد التي يكون له مرارة (٥) تنقيها أولى بطول العمر من صاحب الكبد التي لا يتصفى فضلها. فما كان من الحيوان قليل المرة ويستعملها في تغذية البدن لحرارة المزاج الأصلى ، لم يحتج إلى مرارة (٦) ، فإن المرارة لتصفية الدم.
أقول : لكنه قد تمكن أن يعطى السبب في طول عمر ما ليس له مرارة. فإنه يشبه أن يكون ذلك المزاج حارا يقتضى أن يكون دمه مراريا ، فلا يفضل من المرارة ما يحوج إلى إعداد وعاء ، بل يستفرغ مع سائر الفضل. وإذا كان المزاج حارا جدا ، كان ذلك من أسباب طول العمر في بعض الحيوان. وأما الفضلة (٧) المائية فإنها (٨) تتحلب إلى الكلية من العرق (٩) النافذ (١٠) من الأجوف إليها مستصحبا فضلات الدم.
وخلقت كليتان اثنتان احتياطا في التزويج ولتعديل جانبى الحيوان ، ولم يجعل وضعهما واحدا ، فكان (١١) جذب المائية يتشابه في الميل إلى جنبتين ، وذلك مما يوجب احتباسا وتباطؤا (١٢) فيها. فإن كل مجذوب (١٣) إلى جانبين ربما أفضى أمره إلى الحيرة وجعلت
__________________
(١) من : ساقطة من م
(٢) أخلى : ساقطة من سا.
(٣) الدب : الدواب د ، سا ، ط ، م
(٤) المرارة : للمرارة د ، سا.
(٥) مرارة : المرارة ط.
(٦) مرارة : المرارة ط.
(٧) الفضلة : الفضل ط
(٨) فإنها : فإنه د ، سا ، ط ، م.
(٩) العرق : العروق ط ، م
(١٠) النافذ : النافذة ط ، م.
(١١) فكان : وكان ط.
(١٢) وتباطؤا : وتطاطيا ط
(١٣) كل مجذوب : كل المجذوب د ، سا ؛ المجذوب ط ؛ كان المجذوب م.