الساقين ، لأمنه الغرق ولحاجته إلى قصرهما ، لتكون سباحته أسهل وقوة رجله أشد. وما كان منها يلتقط الديدان من الحمأة وغذاؤه من صغار السمك احتاج إلى منقار حاد ، ليجمع (١) بين الطعن والأخذ ، ويكون انخراطه له أجمع من استعراضه. وما كان منها يحتاج أن يلتقط من عمق الحمأة ، طوّل منقاره لئلا يحتاج إلى إدخال رأسه وعينه في الحمأة.
والطائر وإن كان له رجلان فزاوية الركبة (٢) إلى خلف والانثناء نحو قدام بخلاف الإنسان.
أقول : لأن (٣) الإنسان شديد استواء القامة والانثناء إلى الجانبين من جهة القامة ، متفق الحال بالقياس إلى قامته. لكنه ذو أرداف وأفخاذ عظيمة ميلها إلى خلف للمنافع المقصود (٤) فيها. فلو كان رجلاه ينثنيان إلى خلف ، لكان يصعب إقامته عن قعوده ؛ وأما انثناؤها (٥) إلى قدام فهو أوفق لإقامتها.
وأما الطائر فإنه خفيف (٦) الخلف ثقيل المقدم. وبالجملة فإن المفصل إنما (٧) ينبسط ويقوم بامتداد العضل إلى خلاف جهة انثنائه ، فيجب أن يجعل الانثناء إلى (٨) خلاف جهة الثقل (٩) حتى يقل (١٠) الثقل (١١) بالمد إلى الاستقامة. فإن كان ثقل يراد أن يقوم بمد شىء متصل به لا بشيء يدفع (١٢) به فإنما (١٣) يمد من جهة هي خلاف (١٤) جهة انكبابه.
قال : جميع الجوارح (١٥) سريعة (١٦) الطيران على قدر أجسامها في العظم ليسهل لها اللحوق. وقد خلق سائر الطير سريعة (١٧) الطيران (١٨) ليجود هربها ، إلا العظام الأبدان الأرضية فإنها لمزاجها (١٩) لا تحتمل ذلك (٢٠). كل طائر له مخلب في كفه ، فلا يحتاج إلى مخلب في ساقه ، لأن ما له مخلب فإنما يبطش بالعرض ومن قدام ؛ فإن بطش من خلف بطل القبض ، والقبض أوفق للقتال وأولى أن يبطش به طيرانا. وأما المخلب على الساق فإنما يمكن
__________________
(١) ليجمع : ساقطة من د. (٢) الركبة : + منه ط.
(٣) لان : إن ط ، م. (٤) المقصود : المقصودة د ؛ سا ، م.
(٥) انثناؤها : انثناؤهما ط.
(٦) خفيف : ضعيف ط
(٧) إنما : فإنما ط. (٨) إلى (الثانية) : على م
(٩) الثقل : انكبابه م. (١٠) يقل : يقبل سا ؛ يصل م
(١١) الثقل : ثقل ط. (١٢) يدفع : يرفع د ، سا
(١٣) فإنما : وإنما ط ، م
(١٤) خلاف : خلف د ، سا ، م.
(١٥) الجوارح : الحيوان ط ، م (١٦) سريعة : سريع ط ، م.
(١٧) سريعة : سريع ط ، م (١٨) الطيران : ساقطة من ب.
(١٩) لمزاجها : يمزاجها د
(٢٠) ذلك : ساقطة من م.