قال (١) : بل إن كان أيضا (٢) مع ذلك للأنثى (٣) منى مواط (٤) في الاسم فيه ما في منى الرجل يكون (٥) عند إنزالهما جميعا في الرحم منيّان هما إنسانان أو حيوانان (٦) آخران. وأيضا فإنه ما المانع أن يولد من المرأة وحدها إذا أنزلت (٧) وفي منيّها الأعضاء مفصلة (٨) والقوى محصّلة وأنها مكان المنى.
وما يقولون في أعضاء التوليد وإنها كيف تكون فإنا نعلم يقينا أن من الناس من يولّد إناثا فيستحيل إلى أن يولد ذكرانا ، وأن ذلك بسبب استحالة المزاج حتى (٩) يكون أحد المنيين بمزاج والآخر بمزاج آخر غير ذلك المزاج يتولد معه العضو. وليس أن العضو تارة خرج من الذكر وفيه أجزاء عضو (١٠) الذكران ، وتارة خرج وفيه أجزاء عضو الإناث. وكذلك (١١) سيجوز أن تقع في سائر الأعضاء بسبب الاستحالة لا بسبب ثقل الجزء.
قال : وأيضا فكثير من الحيوان يلد عن غير جنسه ، بل يلد دودا يتصور بصورة أخرى كنوع من الذباب والفراش ، ولا يمكن أن ينسب ذلك إلى الأعضاء المتشابهة الأجزاء. وقد يسفد الحيوان سفادا واحدا فيتولد (١٢) منه حيوانات أكثر من واحد (١٣) ، وربما كانت ذكورا وإناثا ، وليس يمكن أن يقال إن المنى فيها (١٤) يختلف. وأيضا فإن الغصن من الشجر الذي لم يثمر بعد يغرس فيثمر ، فإن كان الغصن (١٥) من الغصن فقط دون الثمرة (١٦) لمشابهة (١٧) له ، وليس هناك ثمرة حتى ينزع إليه الشبه (١٨) ، فما كان ينبغى أن يثمر ، اللهم إلا أن يقولوا إن الغصن يكون فيه أجزاء من الثمر (١٩) ، ويجعل الثمر في أصلها مخلوطا (٢٠) ، كل (٢١) جزء بكل جزء.
فإن كان هكذا فلا يبعد أن يكون في الحيوان كذلك. فليس يحتاج أن يجيء المنى
__________________
(١) قال : ساقطة من سا (٢) أيضا : ساقطة من م
(٣) للأنثى : للإنسان ط
(٤) مواط : مواطى د. (٥) يكون : فيكون د ، سا
(٦) أو حيوانان : وحيوانان ط.
(٧) أنزلت : نزلت ط (٨) مفصلة : ساقطة من ب ، م.
(٩) حتى : ساقطة من م.
(١٠) عضو (الأولى) ساقطة من ط.
(١١) وكذلك : فلذلك د ، سا ، م ؛ فذلك ط.
(١٢) فيتولد : فيولد ط ، م
(١٣) أكثر من واحد : أكثر من الواحد ط ؛ كثيرة م.
(١٤) فيها : فيهما ط ، م.
(١٥) الغصن (الثانية) : العضو د ، م.
(١٦) الثمرة : الثمر ط (١٧) لمشابهة : المشابهة ط ؛ متشابهة م
(١٨) الشبه : الشبهه ب.
(١٩) الثمر (الثانية) : الشجر د ، ط ، م.
(٢٠) مخلوطا : مخلوط د ؛ مخلوطة سا ، ط ، م
(٢١) كل : لكل م.