قوى ، كأن ذلك الذي أخذ من الأب قد تغير عما عليه الواجب. فليس من نوع الغاذية المطلقة التي كانت في الأب والتي تكون في الولد ، ولكن لم يخرج بها (١) التغير عن أن تعمل عملا (٢) مناسبا لذلك العمل ، وكيف ما كان. فإذا (٣) صار القلب والدماغ موجودين فى (٤) الباطن (٥) تعلق بها النفس النطقية ، وتفيض منها الحسية.
أما النطقية فتكون مباينة (٦) وتكون غير مادية ، ولكنها لا تكون عاملة (٧) بعد ، بل تكون كما (٨) في السكران والمصروع ، وإنما تستكمل في (٩) أمر (١٠) خارج يفيد العقل. وأما سائر القوى فتكمل بالبدن والأمور البدنية. ولو كان الصبى حساسا ثم يصير إنسانا بالنطق لكان (١١) ينتقل بالاستكمال من نوع إلى نوع. والشىء المتهيئ في المنى لأن يقبل (١٢) علاقة النفس ، ليس من جنس الحار الأسطقسى (١٣) النارى بل الحار الذي يفيض من الأجرام السماوية ويقوم بالمزاج ، وفي الممتزجات من الرطب واليابس فإنه مناسب بجوهره (١٤) لجوهر السماء ، لأنه ينبعث عنه.
ونعم ما قال المعلم الأول هذا ، وإن (١٥) شئت فاعتبر تأثير حر النار وحر الشمس فى أعين (١٦) العشى. ويشبه أن تكون تلك الحرارة تتبعها قوة لا تتبع الحرارة النارية ، وأن تلك القوة قوة مجيبة (١٧) ومناسبة بوجه ما لقوة الأجرام السماوية. وأن تلك القوة تجعل (١٨) الأجسام شبيهة بوجه ما بالأجسام السماوية ، حتى يكون لها (١٩) أن تقبل الحياة. وهي فاشية فى كل جوهر من البدن رطبه ويابسه وبه يحيا البدن من الحيوان والنبات. وفي المنى جوهر هو أول جوهر يقبلها ، وهو الروح الذي هو أول حامل (٢٠) لهذا الحار ، وهو سبب جمع (٢١) أجزاء المنى ، لأنه فاعل المنى ومنضجه ، وهو مفارق بذاته ، وإن لم يفارق قواما.
فإنه إذا انفصل عن المنى فسد وتحلل.
__________________
(١) بها : + إلى د. (٢) عملا : + ما د ، سا ، ط ، م
(٣) فإذا : وإذا د ، سا ؛ إذا م.
(٤) فى : من د (٥) الباطن : الناطق د ، سا ، ط ، م.
(٦) مباينة : متباينة م.
(٧) عاملة : عاقلة د ، سا ، ط ، م.
(٨) كما : + كان ط ، م
(٩) فى (الثانية) : من د ، سا ، ط ، م
(١٠) امر : + من د ، سا.
(١١) لكان : فكان ط. (١٢) لأن يقبل : لا يقبل ب
(١٣) الأسطقى : الأسطقس ط.
(١٤) بجوهره : بوجه د ؛ بوجه ما سا ، ط ، م.
(١٥) وإن : فإن ط. (١٦) فى أعين : وأعين سا.
(١٧) مجيبة : محييه ط (١٨) تجعل : تحصل د.
(١٩) لها : له ب. (٢٠) حامل : حاصل سا
(٢١) جمع : جميع ط ، م.