والخاصة ذات مراتب ، فإن المولودين لهما خاصية (١) وفيهما خاصية من أبويهما ، فإن أطاع التشبيه من كل وجه فعل مثل نفسه ، وإلا فانقهر الفاعل وأطاع المادة فأشبه الأم ، فإن لم يكن (٢) ذلك نحا نحو ما هو قريب من ذلك فأشبه جدا من إحدى (٣) الجهتين (٤) ونزع إليه ، فإن لم يكن ذلك ففى (٥) العام جدا وكانت (٦) المشابهة من حيث هو جنس (٧) أو هو إنسان مطلقا ، ولم تقع مشابهة في الخواص الشخصية. فإن لم يقبل الإنسانية قبل الحيوانية فيكون إنسان حيوانى (٨) ، كالنوادر التي تولد ، كمولود من الناس له رأس كبش ، فقد ولد عجل له رأس صبى ، وخروف له رأس ثور ، لأن القوة تنحو به نحو صورة ما تحركها نحوه (٩) هيئة من الهيئات العلوية التي تتفق قاهرة. وذلك إن كانت هذه الحكاية صحيحة ، والمعلم الأول مائل إلى استنكارها (١٠) ، والأولى أن يكون مشابهة (١١) ما لا حقيقته (١٢) المشاكلة.
وأما زيادة الأطراف ونقصانها وتشكلها بأشكال نادرة (١٣) فذلك (١٤) موجود معلوم. وديمقراطيس يظن أن السبب في ذلك (١٥) لحوق نطفة (١٦) بنطفة ، وليس ذلك دائما ، بل قد يكون كذلك (١٧) عن جماع واحد. ويشبه أن يكون السبب فيه حركة رديّة تعرض للنطفة ، أو كثرة من المادة يتعدد (١٨) منه الكافى بقدر ثم لا تعطل الفضول لوجود القوة المحركة أيضا فيه. والأولى في هذه الأشياء أن تكون علتها من جهة الهيولى ، ويجوز أن يكون السبب الذي ذكره ديمقراطيس حقا في (١٩) بعض ما يقبل سفادا على سفاد إذا لحق (٢٠) سفاد (٢١) بسفاد قريب. وذلك في البيّاض أكثر منه في الولاّد ، لأن انقسام المنى إلى الأجزاء في مثله أكثر ، ولأن قبول السفاد على السفاد فيه أظهر ، وقد تفرخ بيضة ذات محين (٢٢) لا حائل
__________________
(١) خاصية (الأولى) : خاصة سا.
(٢) يكن : يمكن د (٣) إحدى : أحد ب
(٤) الجهتين : الوجهتين بخ.
(٥) ففى : بقى د ، سا ، ط
(٦) وكانت : فكانت سا
(٧) جنس : حبشى ب ؛ جنسى م.
(٨) إنسان حيوانى : إنسانا حيوانيا ط.
(٩) نحوه : نحو ب ، ط ، م.
(١٠) استنكارها : الاستنكار ب
(١١) مشابهة : متشابهة م
(١٢) حقيقته : حقيقة د ، سا ، ط ، م.
(١٣) نادرة : باردة م
(١٤) فلذلك : فكذلك د.
(١٥) ذلك (الأولى): + نادرة م
(١٦) نطفة : قطعة د. (١٧) كذلك : ذلك سا.
(١٨) يتعدد : يتقدر د ، سا ، ط ، م.
(١٩) فى : + حق سا (٢٠) لحق : ألحق ط
(٢١) سفاد : سفادا ط.
(٢٢) محين : محيين ب.