بينهما ولدا متصل الأعضاء ذا رأسين وأربع أرجل ، وربما ولد ولدين خصوصا إذا كان البياض يحول بينهما. وقد ظهرت جثة (١) لها رأسان لمثل (٢) هذا السبب. وهذه الأحوال تكثر أيضا في الماعز ، لأنها تلد كثيرا ، وفي الخنازير. وقد تقع العجائب أيضا في النبات ، وربما كان العجب في وقوع عضو في غير موضعه مثل (٣) ما شوهد من عنز له على ساقه قرن ، وإنسان طحاله في اليمين وكبده في اليسار. وربما كان العجب من فقدانه عضوا رئيسا ؛ أما القلب فلم يشاهد ، وأما (٤) الكبد فقد شوهد من الحيوان ما لا كبد له. وما يخرج عن الطباع في هذه الأشياء خروجا كثيرا لم يبق ولم يعش.
واعلم أن كون الحيوان ذا حافر وإن كان مقارنا لقلة عدد ما يولد ؛ وكونه ذا رجل مشقوقة موازيا لكثرة عدد ما يتولد منه (٥) ؛ وكونه ذا ظلف مقارنا لأمر (٦) وسط. والسبب (٧) فى قلة إنتاج ذى الحافر هو شىء آخر وهو عظم البدن ، فيحتاج إلى غذاء كثير ويهضمه ويستعمله ويفضل الفضل ، وإلا فالفيل مشقوق الرجل أيضا ، وهو قليل الولد. والذي يدل على هذا ، هو حال الأشخاص من نوع واحد ، فإن العظيم (٨) من الشجر أقل إبزارا ، والعظيم من السمك أقل إيلادا (٩). ولسائل (١٠) أن يسأل ما بال الكلب وما أشبهه مما يلد عددا كثيرا ، لا يتفق فيه (١١) أن يتكون من جميع منيّ الذكر وجميع منّي الأنثى ولد واحد كبير كما (١٢) تفعل الإنفحة باللبن فإنها (١٣) تعقد جملة اللبن (١٤) ، وليس (١٥) يجب أن يتفرق فيه عقده إلى أجزاء. فمنهم من أجاب بأن السبب فيه افتراق المواضع في الرحم. ولو كان كذلك لما تولد في موضع واحد من الرحم ولدان. وقد شوهد ذلك ، إلا (١٦) أن هذا ليس بمقنع فى نقض قوله ، بل له أن (١٧) يقول : إن السبب في تولد (١٨) الولدين (١٩) في موضع واحد من الرحم
__________________
(١) جثة : حية ط (٢) لمثل : بمثل د.
(٣) مثل : على ط. (٤) فقدانه ... وأما : ساقطة من د.
(٥) منه : عنه م (٦) لأمر : لأمن سا
(٧) والسبب : فالسبب د ، سا ، ط ، م.
(٨) العظيم : العظم د.
(٩) إيلادا : أولادا سا (١٠) ولسائل : ولقائل م.
(١١) فيه : فيها ط. (١٢) كما : ساقطة من د
(١٣) فإنها : فإنه ب ، د ، سا ، م
(١٤) جملة اللبن : جملته للأنثى ب ؛ جملته د ، سا
(١٥) وليس : فليس ط ، م.
(١٦) إلا : وأظن أنا د ، سا ، ط ، م.
(١٧) إن : ساقطة من ب ، د ، سا
(١٨) تولد : توليد م (١٩) الولدين : الوالدين د.