وتم له حجمه (١) ، ولبس غشاء ، وصلب قواما. والقلب قد كان (٢) يغتذى إلى ذلك الوقت ، فيكون (٣) القلب (٤) يغتذى إلى حين ، لا من الكبد ، فسوف لا يحتاج إليه من بعد أيضا ، وإن جاءه منها عرق ، فليس يبلغ من صلابته أن ينفذ فيها هذا النفوذ ويثقبه هذا النوع من الثقب. وما يدريك أن يكون هذا العرق نشأ منه ، وهو بعد لين جدا ، لكن مناطه منه أصلب جوهرا ، ليكون أحسن تعلقا بالجرم العصبى ، وليكون (٥) شفير المنفذ ، محتاطا فيه بتصليبه فلما أخذ ينمى ويغتذى أطاع الألين منه للانبساط ما لم يطع (٦) الأصلب ، فبقى هناك ككسر (٧) ولم يكن كذلك حال الكبد. وكذلك حال اتصال العصبة (٨) بالقلب ، فإنها (٩) هناك كالملصقة (١٠) ؛ فإنه يجوز أن يكون منبتها (١١) (١٢) عند القلب كذلك ، لأنها تنبت عن مادة في القلب (١٣) ليست مشاكلة (١٤) للحميته فخلقت (١٥) متبرئة عنه ، مع أنها (١٦) تنيت منه ، مثل الثآليل في الجلد فإنها (١٧) توجد ذات شعب متبرئة بالحقيقة ملاصقة ، وكالغدد أيضا التي تتولد في اللحم وإنما يكون منبتها اللحم. ويكون السبب في جميع ذلك أن النابت لم ينيت من نفس جوهر الشىء ، بل من بعض المواد المعدة فيه ، فلا يتصل بجوهره ، بل ينبت (١٨) وينبث منه انبثاثا كالرشح. ثم يتجوهر منه النابت ، فإذا بلغ موضعا من المواضع لان وتفشى وصار شيئا آخر ، هو (١٩) من جوهره ، إلا أنه ألين منه أو أصلب. فتكون مجاورته إياه على نحو الاتصال ، لأنه من جوهره ، لا لأن ذلك (٢٠) الشىء مبدؤه ، بل لأن هذا النابت مبدأ لذلك الشىء ، مشاكل لطبيعته ، حسن الامتزاج به.
ويجوز أن يكون حال النابت والمنبوت منه ، حال الكبد والعروق في مخالفة الجوهر. وإذ جميع هذا ممكن ، فليس شىء مما يقوله فاضل الأطباء بضرورى ، وإن كان يراهن
__________________
(١) حجمه : حجم د ، سا ، ط
(٢) والقلب قد كان : وكان القلب قد م.
(٣) فيكون : فسيكون د ، سا ، م
(٤) القلب : الوقت م. (٥) وليكون : ليكون م.
(٦) يطع : + منه د ، سا ، ط ، م
(٧) ككسر : ساقطة من سا.
(٨) العصبة : العصبية م (٩) فإنها : وإنها د ، سا ، ط.
(١٠) كالملصقة : كالملتصقة ط
(١١) منبتها : منتهى ط
(١٢) من : عن م. (١٣) ليست : ليس سا
(١٤) للحميته : للحمية ط
(١٥) فخلقت : فتختلف ط
(١٦) مع أنها تنبت منه : ساقطة من م.
(١٧) فإنها : + مع أنها تنبت قد سا ؛ + مع أنها تنبت فمنه قد م.
(١٨) بل ينبت : + عنه د ، سا ، م ؛ + منه ط.
(١٩) هو : ساقطة من د ، سا ، ط.
(٢٠) ذلك : ساقطة من م.