وعجيل هذا ابن اخي الشيخ حمود. وتبدلت أحوال بغداد ، فانقرضت ادارة المماليك.
والملحوظ انه في عهد المماليك كانت في الاغلب الرئاسة على المنتفق في السعدون. وان أمراءهم لم يذعنوا للسلطة من كل وجه. وإنما كانوا يغتنمون الفرص للقيام بين حين وآخر إلا أنه لم يتم لهم الاستيلاء على البصرة طويلا. وفي أيام صادق خان الزند أبلوا البلاء الحسن ، ودمروا جيش الخان. وعلى ما بينه الاستاذ سليمان فائق انهم لم يذعنوا لدولة المماليك إلا أيام سليمان باشا الكبير. ولعل شواغل الحكومة ، أو ارتباك أمرها مما دعا أن يتحاشوا عن مقارعة المنتفق. وربما مالوا اليهم ميلة عظيمة في حرب ابن سعود وفي غيرها.
وكان الشيخ حمود يلقب ب (سلطان البر). وفي أيامه توسعت سلطة المنتفق كثيرا إلا أن داود باشا تمكن أن يجلب لجهته الشيخ عجيلا فقضى على إمارة الشيخ حمود ، ولكن حدثت غوائل أخرى صدته من التدخل أكثر (١).
وفى ٨ ربيع الآخر سنة ١٢٤٧ ه ـ ١٨٣١ م انقرضت حكومة المماليك فتنفس أمراء المنتفق الصعداء. وكذا أيام علي رضا باشا اللاز.
وإمارة المنتفق دامت في هدوء إلى سنة ١٢٦٥ ه ـ ١٨٤٩ م آخر أيام الوزير محمد نجيب باشا بل إلى أيام (عبدي باشا). راعوا سياسة الهدوء.
وفي خلال هذه المدة قضى الوزراء على بعض الإمارات مثل العمادية وإمارة رواندز وبابان والجليليين.
أمراء المنتفق الآخرون :
كان أمير المنتفق عجيل السعدون ، فخلفه صالح العيسى من السعدون
__________________
(١) التفصيل في تاريخ العراق بين احتلالين ج ٦.