تأمينا لمنفعة. ولا يخلو من لذة في بعض أنواعه المألوفة لا سيما إذا كان قد انتصب المرء لهذا الغرض. وصيد الحيوانات المفترسة أقل من القليل ... وقد اختفت أو كادت تنقرض. فالأساد لا وجود لها في أنحائنا إلا قليلا ... والذئاب تأتينا من إيران وقليلة عندنا.
ولا تختلف (البيزرة) عما كانت عليه قديما إلا في أنها تستخدم البساطة مرة ، والعناية الزائدة أخرى من طبية في طيور الصيد قديما وفي الحيوانات المعروضة في حدائق الحيوانات فإن العناية بها كبيرة جدا. والاهتمام زائد من هذه الجهة في صحتها ومراعاة الحالة وما يمكن أن نعيش فيه ... من إيجاد وسط ملائم. إلا أننا لا نعلق أهمية على الفروق في طيور الصيد قديما وحديثا ، فالتفاوت طفيف. وفي كلامنا هذا ومقابلته بما كان عليه القدماء يظهر الفرق وأنه ليس بالمهم لأن الاختلاف فيه لا يزيد عما يقع عند القدماء من التفاوت بين قطر وآخر أو قوم وقوم. ولا نجد قطرا خاليا من تعاطي القنص بطريقة ما قد تتفاوت عما في الأقطار الأخرى.
هذا. ولما كنت عازما على إعادة طبع المجلد الأول طبعة جديدة فيها زيادات كثيرة فسأنشر تفصيلات في (القنص والصيد). فلا مجال لتكرار ذلك مباحثة في هذا المجلد.
١٠ ـ الثقافة والآداب
الريفي كالبدوي يستلهم المعرفة من البيئة والمحيط ، ومن العلاقات بالعشائر المجاورة ، ومن الاتصال بالمجتمع ، فلم يكن مجردا عن الوسط الذي هو فيه ، ليكون بعيدا عن الثقافة إلا أن هذه غير منسقة ، ولا مؤلفة تأليفا يتمكن من استعادته ، أو الرجوع إليه دائما بمراعاة مختاراته وعيونه. وإنما كان هذا تابعا لمواهب رجاله والأخذ عنهم. وهذه لم يتيسر تدوينها في حينه ولا في دوام الاتصال بها إلا من طريق المعاشرة وما يورد في