أما نامق باشا فإنه بعد المشاورة قرر لزوم اصلاحهم بالقوة. وأثناء مداولة المجلس المنعقد من الملكيين والعسكريين وردت برقية من (القيادة العامة) توصي بالتأهب واستكمال العدة قبل الاقدام على الحرب ، وان ينتظر اشعار آخر.
ذلك ما دعا الوالي ان يعيد المشيخة. نقل ذلك الاستاذ سليمان فائق عن (محمد أمين افندي كاتب العربية) وكان قد عهدت إليه مهمة (باب المشايخ) (١). فاسندت المشيخة إلى الشيخ فهد العلي الثامر سنة ١٢٨٠ ه ـ ١٨٦٣ م بموجب شرطنامهء كتبت باللغة العربية.
وفى أيام تقي الدين باشا ندد الاستاذ ببقاء الحالة. وبين أن اعادة المشيخة على حالها لا يأتلف وسلطة الدولة ، وأظهر لزوم توسيع سلطة الدولة وتقويتها ، فملأ الجرائد والصحف باستنبول من التنديد بأمور المنتفق ، ودعا إلى لزوم القضاء على امارتهم ، وذكر قسوتهم وظلمهم إلى آخر ما قال. ولكن هذا الوزير ابقى المشيخة كما كانت ، وأقرها على حالها.
اضطراب وتجربة
ثم ولي بغداد مدحت باشا ، سنة ١٢٨٦ ه ـ ١٨٦٩ م. وكانت إمارة المنتفق شغل الدولة الشاغل ، وهذا الوالي علم أن الاستاذ سليمان فائق من العارفين بأمور المنتفق ، فطلبه ببرقية من البصرة ، لاستطلاع الحالة ، فجاء مسرعا.
بسط الحالة للوالي. فأجابه عن كل ما سأل. وفي هذه الايام اوشكت مدة الالتزام أن تنتهي ، فدعا الوالي ناصر باشا إلى بغداد للمزايدة فاعتذر
__________________
(١) هو محمد امين العمري المعروف ب (الكهية) والد عبد الهادي باشا العمري وجد الاستاذ سعاد العمري (تاريخ العراق بين احتلالين) ج ٧.