وطلب الامهال إلى أن تنتهي المدة. فعاد الاستاذ إلى البصرة. فانقضت مدة الالتزام ، واجريت التشكيلات الجديدة في البصرة ، ثم دعي الاستاذ سليمان فائق إلى بغداد ، وفي خلال تأخر ناصر باشا تمكن الاستاذ من الاتصال بفهد بك ولازمه ، وأقنعه بأن تترك بعض المواطن وتعطى المنتفق ببدلاتها السابقة لا أكثر ...
هذه نوايا الحكومة ، وآمالها ظهرت على لسان متصرفها ...
جاء ناصر باشا إلى بغداد في ٢١ ربيع الاول سنة ١٢٨٦ ه ـ ١٨٦٩ م ، وواجه مدحت باشا فقال له هل ترغب في التزامها بالبدل السابق بعد أن تترك بعض المواقع. وهى:
١ ـ المدينة. ناحية من نواحي القرنة.
٢ ـ جزائر البصرة.
فاستمهل للاجابة.
فاضطربت افكاره ، وصار يضرب أخماسا بأسداد ... وكان وضعه حرجا ، لا سيما وان فهد بك بالمرصاد ويخشى منه ان يقبل بالشروط أو بما يوافق أكثر.
أما الوالي فقد كانت مقدرته عظيمة ، كان يأخذ الفكرة ، ولم يبد خطة الحكومة ومرادها ، ولم يعتمد على الاستاذ سليمان فائق ولا على غيره لأنه كان يراجع ما يورد من الآراء ، وهو سائر على خطة ..!!
وكانت نتائج المفاوضة أن تمكن ناصر باشا من اقناع الوالي تأييدا لرغبته في أن يجعل المنتفق (لواء) وان يكون متصرفه ويقوم بما يطلب منه ... وبذلك وافق الوالي وأعلن رغبة الدولة. وذهبت المساعي الاخرى هباء. وكان الاستاذ سليمان فائق يريد أن تكون خالصة للدولة رأسا فلم يوافقه هذا الحل وعد التدبير قد فشل. ولكن الوالي أراد ارضاء ناصر باشا وان يجعله طوع ارادته منفذا لآماله ...! ولم يكن هذا من نوع التدبير السابق أو عينه ليكون فاشلا.