نظرة عامة
في العشائر الريفية هذه نرى تخالفا عما في العشائر القحطانية من أوصاف وتعاملات ولها سياسات خاصة. تولدت منها إمارات قوية. وان عشائرها في هذه الحالة أقرب للطاعة لا من جهة أنها أكثر اذعانا بل من جراء تضييق السلطة عليها صارت أزيد تضامنا ، فلم يستطع رجالها ان يشمسوا على الإمارة أو يجمحوا عليها.
ومبنى التعاون المتقابل مصروف إلى أن الغرض التملص من السلطة العامة (الحكومة) وتكاليفها الشاقة. وعلى هذا نرى سياسة العشائر الطاعة بلا تلوم ، والرؤساء بيدهم الحل والعقد أو زمام الأمر بصورة لا تقبل الارتياب. والتوجيه الحق مطلوب من الرؤساء. والطاعة من العشائر.
ومن مسهلات (ثورات العشائر) أنها تابعة لأمر الرؤساء. وان بعدها عن العاصمة ، ووضعها الجغرافي في كثرة الاهوار والانهار ، وتشويش أمرها عند الحاجة وما يتعلق بذلك من أوضاع مساعدة على العصيان ... كل هذه أسباب مهمة ، وعوامل قطعية. فاذا أضيف إليها ضعف الدولة في تجهيز الجيوش ، واضطراب أمورها في ثورات أخرى علم ان ذلك كان من أكبر البواعث لتلك الثورات ونجاحها في أغلب الاوقات.
ولا تنجح الدولة في حالة من تلك الحالات إلا أن تتفق في الخفاء مع الرؤساء الآخرين الطالبين للرئاسة من مستغلي الاوضاع وحينئذ يصح أن تكون نجحت الدولة لما تشاهد من الميل نحو المتفق الجديد معها في