تثيرهم على الرؤساء. والعدل أولى وقبول الطرفين بما هو الأحق والأجدر.
كل هذا أي موضوع الإثارة توهم. ومبناه إبقاء التحكم. والفلاح هو المنتج في الأرض ، فوجب أن ينال نصيبه من الأرض مثل ما نال الرئيس بل أكثر. لأنه العامل الوحيد ... وهذا لم نره ، بل قوى النفوذ ، وزاد فيه كثيرا. وليس في استطاعة الحكومة التغلب على هذا النفوذ ، فكان الأولى أن تعطله في بعض المناطق المتغلبة إلى أن تتمكن من التسلط وإلا فالفائدة المرجوة من القانون لم تنل مرادها.
والملحوظ أن المشاريع الجديدة والتي لم تجر تسويتها يجب أن تحدد فيها الملكية وحقوق صاحب اللزمة والزراع والغارس بصورة مماثلة للوجه المبيّن أعلاه ...
والمهم أن تبدأ الدولة في أمر الضرائب بأن لا تتجاوز العشر ليتهيأ للفلاح أن يقوم بأوده ويتلافى حاجياته ، ويتمكن من تربية أطفاله ... وبهذا مصلحة تعاونية للدولة ، فيشارك في المشاريع ويقوم بأمر الصحة والثقافة ، وتربية المواشي ، وزرع الأرضين.
يضاف إلى ذلك أن ما يحتاجه الزراع خلال السنة يجب أن يوفر له بأن يسلم من المرابين وأن يقضي على حاجة الزراع فلا يترك المجال لأن يشاركه من يقوم بالبذور والدواب للحرث مما يضر به كثيرا. ومثل هذه يجب أن تراقب من الإدارة بعناية ...
٨ ـ العرف العشائري
إن الزراع يريدون أن ينالوا من كدهم ، وتعهد عملهم ، ولكن التكاتف للمناصرة وتكوين القوة ولّدا الطمع في العشائر وفي الرؤساء وصاروا يراقبون الأطراف ، ويأخذون التسيار ويشوشون الأمن في غالب الأحيان وتظهر المقارعات الكبيرة بين العشائر ، وبينها وبين الحكومة في عهودها