إمارة المنتفق
فى العراق ظهرت إمارات عديدة تغلبت لما رأت من ضعف الدول الحاكمة ، وانحلال سلطتها. من جهة ، وتماسك المجموعات الكبيرة مثل المنتفق. وإمارة المشعشعين ، وآل أفراسياب ، وبابان ، وبني لام ، والخزاعل. وأمراء العمادية ، والصورانيين. والهكاريين ... وإمارة المنتفق من أكبرها. وان العثمانيين لم يتمكنوا منها بالرغم من منهاج الدولة في القضاء عليها. استعصت وأبت أن تذعن. ولعل للبعد عن العاصمة ولمجاورتها البادية والاهوار دخلا في بقاء هذه الإمارة وأن لا تسلم للقضاء.
وكانت من إمارات العراق المهمة. قطعت على نفسها أن لا تذعن إلى سلطة أجنبية فتقوى على العشائر والامارات ، بل ان هذه تتحين الفرص للوثوب أو للوقوف في وجه من ينوي لها سوءا أو يطمع في الاستيلاء عليها ، فلا تستسلم للقدرة ، أو تذعن بسهولة.
وفى الغالب تعجز الدول عن التزام جيش أو قوة مسلحة ، فهي في حالة حرب مستمرة مما أزعج الدولة ، ووقفها عند حد من التدخل أو الانصياع في أكثر الاحيان. وفي الأكثر نرى تدابير الدولة قاسية في الوقيعة. ومن أجل ما كانت تتوسل به استخدام العشائر المناوئة ، أو العشائر الكردية للتحكم بالعرب. وهكذا كان الشأن في عشائر العرب للتمكن من الكرد. وأمر آخر هو انها تترقب الخلاف بين الرؤساء سواء في المنتفق ، أو في بابان ، أو في الخزاعل أو بني لام ... بأن تطحن عنصرا بعضه ببعض أو