رئاستها ، وتعددت بعدد العشائر. وكان ناظمها العشائر الكبيرة مثل الاجود وبني مالك وبني سعيد. وان زوال الرئاسة وسلطتها سائر إلى الاضمحلال بتكون القرى والبلدان فتصير محدودة في علاقاتها في العشائر. وعاد الرؤساء يشعرون بذلك.
وكل ما في الأمر أن العشائر الكبيرة والامارات بقي أمرها تاريخيا ، كما ان الرئاسة العشائرية سائرة إلى الزوال أو تكون محدودة بميل العشائر نحو تأسيس القرى الكثيرة والمدن ... بانعدام تلك الاوضاع للألفة بين الحكومة والاهلين والتفاهم من طريقه.
تكوّن الامارة
ان تاريخ تكوّن الإمارة قديم. وذلك أن عشائر المنتفق كبيرة وكثيرة ، وليس من المستطاع أن تذعن لبيت. وإنما القدرة في هذا البيت جعلتها تذعن وبالتعبير الاصح ان الحوادث وتواليها جمعتها في الرئاسة ذات المواهب ... ولم يخل بها أو يضعضع أمرها ما قامت به الدولة العثمانية من حركات عسكرية للقضاء عليها بل مكنتها ، فاثبتت الكفاءة بادارة عشائرها والجدارة بحزم في التفاهم معها.
ويهمنا أن نقول ان هذه الإمارة كانت مسبوقة بإمارات أخرى ، عرفنا منها (بني أسد) ، و (بني معروف) وكانوا من ربيعة المنتفق بن عامر ابن صعصعة وبنو معروف انقرضوا سنة ٦١٦ ه وكان أول تكونهم سنة ٥٥٢ ه ـ ١١٥٧ م. حلّوا محل بني أسد. وجاء في ابن الأثير في حوادث سنة (٥٩٠ ه ـ ١١٩٤ م) ما يعين سياسة الدولة العباسية تجاه العشائر في حالات نزوعها إلى ما يؤدي إلى الاخلال بالامن (١).
وان الوضع يلهم السياسة أو يعين التدابير المتخذة سواء في عهود
__________________
(١) الكامل لابن الأثير ج ١٢ ١٤٧. وحوادث السنين مبينة في محلها.