الدولة العباسية أو فيما بعدها. والامر غير مقصور على (ربيعة المنتفق) وما تولد فيها من إمارة بني أسد وإنما كان في إمارات أخرى كإمارة (بني شيبان) وامارات أخرى ... ومن ثم عرفت في المنتفق. وإمارة المشعشعين وهي إمارة دينية للتوصل إلى السلطة حكمت واسطا مدة. ثم ظهرت إمارة المنتفق في (آل شبيب). وهي موضوع بحثنا.
واضطربت الآراء في تكوّن هذه الإمارة وتاريخها. ولا شك أن أهمية هذه الإمارة تدعو إلى معرفة ماضيها ، والاتصال به. أحدثت دويا في تاريخ العراق ، وخذلت قوى الجيش العثماني مرارا عديدة ، وحكمت البصرة زمنا طويلا ، وزاد نطاق سلطانها إلى أكثر مما هو معروف اليوم من حدود (لواء المنتفق).
ظهرت ظهورا بينا في المائة التاسعة والعاشرة للهجرة ، وتوالى ذكرها. والاقوال في أصلها عديدة منهم من قصر أمر ذلك إلى المحفوظ من أنها تنتسب إلى (شبيب) وهو جدّ أعلى.
قال في سياحتنامهء حدود :
«ان شيوخ المنتفق ينسبون إلى (أسرة شبيب). وهي ليست من عشائر المنتفق. وردوا العراق قبل (١٥٠) أو (٢٠٠) سنة من الحجاز فاتصلوا بعشائر (بني مالك) ، و (الاجود) ، و (بني سعيد). وكانت المنازعات بين هذه العشائر قائمة على قدم وساق. لم يهدأوا ، فتوزعوا الرئاسة فيما بينهم. وكان آل شبيب أغنياء ، وأهل حرمة ، ومنزلة فاختاروا بوجه أن تودع مشيختهم إلى أحد أفراد هذه الاسرة ، فينقادوا لها جميعا ، ويكونوا تحت امرتها. فبقيت الرئاسة في نسل هذه الاسرة يتولاها الواحد بعد الآخر ...» ا ه (١).
وأسرة آل شبيب تولت الرئاسة قبل مدة أكثر بكثير مما قدّره صاحب السياحة. وحوادثها مشهودة قبل الفتح العثماني الذي كان سنة ٩٤١ ه.
__________________
(١) سياحتنامهء حدود ص ٥٣ ـ ٥٤ مخطوطتي.