وهكذا نرى الاستاذ سليمان فائق في رسالتيه يرى هذا الرأي (١) والصحيح ان هؤلاء الرؤساء ألّفوا بين عشائر المنتفق لما كان لهم من وقائع جمعتهم ومن حرمة في النفوس ومواهب عقلية فائقة. ثم تسلطوا عليهم. واستمروا حتى تمكنت الرئاسة. وقد أشار إلى ذلك صاحب سياحتنامه حدود ، والاستاذ سليمان فائق ذهب إلى ان اسم المنتفق محرف من المتفق ، وانه بسبب ايجاد الاتفاق عرفوا بهذا الاسم. وهذا غير صواب. وإنما هو سابق لهذا العهد. ويراد به الذي يدخل النفق أي (السرب) وأصله اسم جدهم (المنتفق) الذي تسمت به العشائر المتفرعة منه أو المتصلة به بجد أعلى وهكذا العشائر الملحقة بهما ...
وهذا الاجمال لا يكفي. وإنما نريد أن نعلم تاريخ امارتهم في العراق ، ونسبهم ، وسائر أحوالهم. والاقوال في هذه كثيرة. وغالبها يستند إلى السماع ، ولم يؤيد من حيث التاريخ. والمسموع يصلح تاريخا إذا كان غير مزاحم ولا معارض بنصوص سابقة.
١ ـ اتفق الكل على أن آل شبيب من الشرفاء. فهل هم من شرفاء مكة المكرمة خاصة المقطوع بنسبهم أم أنهم من (سادات المدينة). وهذا ينافي المنقول إجماعا. فمن هو الذي تفرعوا منه. وما علاقة هؤلاء الشرفاء بالعراق فهل هم الذين حكموا الحلة في أواخر أيام المغول ، وداموا إلى أيام الجلايرية وأميرهم الشريف أحمد بن رميثة ذكر ذلك في تاريخ العراق بين احتلالين
ان أمراء المنتفق هم الذين حكموا البصرة ، ثم عادوا اليها ، وانتزعتها الاميرة دوندي وابنها أويس الجلايري بعد انقراضهم من بغداد. وكان ذلك سنة ٨٢٠ ه بالوجه المذكور في تاريخ العراق (ج ٣ ص ٤٣) ، وأيده صاحب الانباء. وانتزعها العثمانيون منهم. وهم من الشرفاء توصلوا إلى
__________________
(١) رسائل سليمان فائق في المنتفق. مخطوطات في خزانتي.