السرّ ، أو الذي يتيسر جلبه مع قوة الحكومة التي تساعد مهمته. وربما يكون ذلك جعليا مصطنعا في هرب الرئيس وانهزام قوته وميل قسم كبير مع الرئيس المتفق مع الدولة فيربح الواقعة بسهولة في هذه الميلة فينقذ عشيرته من الدمار. وفي كل هذا لا يتم الغرض دون استخدام جيوش كثيرة تأتي من بلاد الترك للتسلط لمدة قصيرة ثم تعود الحالة اذ لا تقدر الدولة أو الحكومة أن تلتزم الجيش لمدة طويلة لا سيما في الغوائل الكبيرة ومراعاة أوضاعها. وفي تاريخ العراق من الوقائع ما يصلح أن يكون أمثلة موضحة.
نرى الاوضاع تدعو إلى الالتفات ، وتسهل المهمة كثيرا ، وانها في ذلك تؤدي الخدمة نحو عشيرتها ، وتقوم بأعمال غالبها مكلل بالنجاح فتكون كما يقولون (سمعة وسلامة). وقل أن تخذل قوة العشائر تجاه الجيش. وبهذا تستمر المشادات وتكون دائمة دائبة تعجز الحكومة عن اخمادها. وبعضا نرى الشيوخ يستكثرون الاعشار فيهيجون السواد العشائري ليشوشوا الحالة ويحرموا الحكومة من أخذ الرسوم الاميرية.
يوضح هذا ما مر في تاريخ العراق بين احتلالين من أمثلة ووقائع أو ما نتناول بعضها أو الكثير منها. وهذه تعد من أكبر أعمال الحكومة في السياسة العشائرية أو نراها في حاجة دائما إلى فكر عظيم ، وتنوع في الادارة أو ابداء القدرة ولا تقف عند حدّ وهكذا الشأن في العشائر نفسها. ولعل للموطن أكبر الاثر في تمشية هذه السياسة لاحباط وجهة نظر الدولة أو الحكومة. وان سياسة العشيرة نفسها أو امارتها وانقيادها أو جموحها على رئيسها واتباع غيره مما يمكّن الوضع أو يجعله مضطربا وحينئذ تستفيد الحكومة أو الدولة من الخلاف.
وفي كل هذا وما ماثله نرى اقتباس الحالة من حياة العشيرة نفسها ومن وقائعها. ففي ذلك ما يبصر ويعين وجهة النظر ، ويؤدي إلى المعرفة.
واذا كانت في هذه الايام تغيرت الاوضاع فإن السياسة لا تخلو من تعقد دائم ، وتغير مستمر. وفي هذا تتوقف السياسة العشائرية على حسن