ادارة ، ومواهب جمّة في ادراك أوضاع نفس العشائر واستغلالها لتلك الاوضاع فنرى التبصر من الطرفين سائرا باطّراد وبذل مجهود مشهود. ولكل حادث ما يحوطه من آمال وسياسة ظاهرة أو مكتومة.
وهذا اللون في العشائر العدنانية قد يشترك وما في المجلدات السابقة ولكنه يختلف كثيرا في ادراك (حالات العشائر) كلها. لا سيما وان سياساتها مقرونة (بسياسة الحكومة أو الدولة) وأوضاعها. وربما كانت هذه الادارة أعظم سياسة وأعقد موضوع. ولعل في الوقائع المدونة مما نتناول موضوعه كفاية وغنى. وهذا يوجه الانظار إلى اتجاهات مستمرة في ضروب السياسة العشائرية ، وتحولها الدائم.
ولا شك أنها أعظم وأجل سياسة فلا يستهان بها بوجه وان كل تهاون يؤدي إلى خلل كبير ، وتشوش لا حدود له. وحينئذ لا تكتسب الاوضاع حالتها الاعتيادية بسهولة.
وبعد عهد المماليك حاولت الدولة محاولات كثيرة في القضاء على إمارة المنتفق بإلقاء الشقاق بين أمرائها وباعطائها المنتفق بالالتزام بالمناوبة ، وقطع بعض أقسامها والحاقها بما جاورها ، وزيادة بدل الالتزام إلى أن وصلت إلى حالة لا تطاق. ومن ثم سهل القضاء عليها ولكن بعد عناء كبير وبذل لا يستهان به.
ومثل ذلك يقال في ربيعة وكعب ... وما حدث فيها من حالات وما نجم من وقائع ... وكل هذه تهم في معرفة ما جرت عليه هذه العشائر في مختلف العصور وما ألهمت من سياسة.