أعلن ذلك معاون الوالي. وقال الاستاذ سليمان فائق. ذهبت المذاكرات بيني وبين الوالي سدى بهمة من رائف معاون الوالي ، ووساطة من اليهودي عزرة الصراف الذي ندد بهما الاستاذ كثيرا ، فأحيلت متصرفية المنتفق ، لعهدة ناصر باشا لصداقته واخلاصه ...!!
وفى هذه التجربة لم ير بدّا من الاذعان ، ووافق على بناء حاضرة اللواء في تلك الانحاء ، ورأى أن لا طائل وراء معاكسة الدولة ، والاقارب في تزاحم ونضال على الرئاسة ... فإذا قبل غيره خسر الصفقة ... وفي ٢ جمادى الاولى من سنة ١٢٨٦ ه سار إلى المنتفق ، وعين عبد الرحمن بك قائممقام الهندية معاونا له ، وعبد الباقي الألوسي نائبا ، والحاج سعيدا محاسبا وكان من موظفي محاسبة الالوية ...
عاد ناصر باشا إلى المنتفق لإجراء التشكيلات ، فوصل ، ولا يزال في غبار سفره ، وقبل أن يؤسس الادارة فيها اذ كلفه الوزير ببعض الامور العشائرية ... فاشتعلت نيران الفتنة وكثرت (حروب عفك والدغارة).
دعاه الوالي بنفسه فجاء بمقدار كبير من العشائر الخيالة ، فكانوا في صحبته فقام بالمهمة إلى أن تمت الغائلة فشكر الوزير خدماته.
أوضحنا ذلك في تاريخ العراق بين احتلالين. وكانت آمال الوزير استغلال مسالمة المنتفق لبناء الناصرية ولأغراض مهمة قام بها ومن أهمها حادث الاحساء. ولعل لبناء الناصرية الاثر الفعال للقضاء على إمارة المنتفق .. فكانت أعمال الوزير موفقة وتستحق كل اكبار من دولته. قرّب ناصر باشا وارضاه واستغله لأموره الأخرى. ولكن سخط الدولة عليه دعا أن تفسر في غير ما هو صالح لها ..
وان ناصر باشا لم ير بّدا من تنفيذ رغبات الوالي فبنى بلد (الناصرية) باسمه في سنة ١٢٨٦ ه ـ ١٨٦٩ م. وبذلك ألغى فعلا إمارة المنتفق بتأسيس هذه المدينة فصارت مركز اللواء ، وكانت مقدمة الاستيلاء على هذه الامارة.