سورة الجاثية
مكية [إلا آية ١٤ فمدنية]
وآياتها ٣٧ وقيل ٣٦ آية [نزلت بعد الدخان]
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(حم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (٢) إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (٣) وَفِي خَلْقِكُمْ وَما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٤) وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٥) تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ)(٦)
(حم) إن جعلتها اسما مبتدأ مخبرا عنه ب (تَنْزِيلُ الْكِتابِ) لم يكن بدّ من حذف مضاف ، تقديره : تنزيل حم تنزيل الكتاب. و (مِنَ اللهِ) صلة للتنزيل ، وإن جعلتها تعديدا للحروف كان (تَنْزِيلُ الْكِتابِ) مبتدأ ، والظرف خبرا (إِنَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) يجوز أن يكون على ظاهره ، وأن يكون المعنى ، إنّ في خلق السماوات لقوله (وَفِي خَلْقِكُمْ) فإن قلت : علام عطف (وَما يَبُثُ) أعلى الخلق المضاف؟ أم على الضمير المضاف إليه؟ قلت : بل على المضاف ، لأنّ المضاف إليه ضمير متصل مجرور يقبح العطف عليه : استقبحوا أن يقال : مررت بك وزيد ، وهذا أبوك وعمرو ، وكذلك إن أكدوه كرهوا أن يقولوا : مررت بك أنت وزيد. قرئ : آيات لقوم يوقنون ، بالنصب والرفع ، على قولك : إنّ زيدا في الدار وعمرا في السوق. أو عمرو في السوق. وأمّا قوله (آياتٌ لِقَوْمٍ) (١) (يَعْقِلُونَ) فمن العطف على عاملين ، سواء نصبت أو رفعت ، فالعاملان إذا نصبت هما : إن ، وفى : أقيمت الواو مقامهما ، فعملت (٢) الجر في (اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) ،
__________________
(١) قوله «وأما قوله : آيات لقوم» أى مع قوله (وَاخْتِلافِ). (ع)
(٢) قوله «فعملت» أى : الواو. (ع)