ويجوز أن يكون (ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ) مفعولا له على المعنى ، لأنّ معنى الكلام : لا يؤتى ماله إلا ابتغاء وجه ربه ، لا لمكافأة نعمة (وَلَسَوْفَ يَرْضى) موعد بالثواب الذي يرضيه ويقرّ عينه. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قرأ سورة والليل ، أعطاه الله حتى يرضى ، وعافاه من العسر ويسر له اليسر» (١).
سورة الضحى
مكية ، وآياتها ١١ «نزلت بعد الفجر»
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(وَالضُّحى (١) وَاللَّيْلِ إِذا سَجى (٢) ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى)(٣)
المراد بالضحى : وقت الضحى ، وهو صدر النهار حتى ترتفع الشمس وتلقى شعاعها. وقيل :
إنما خص وقت الضحى بالقسم ، لأنها الساعة التي كلم فيها موسى عليه السلام ، وألقى فيها السحرة سجدا ، لقوله (وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى) وقيل : أريد بالضحى : النهار ، بيانه قوله (أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى) في مقابلة (بَياتاً). (سَجى) سكن وركد ظلامه. وقيل : ليلة ساجية ساكنة الريح. وقيل معناه : سكون الناس والأصوات فيه. وسجا البحر : سكنت أمواجه. وطرف ساج : ساكن فاتر (ما وَدَّعَكَ) جواب القسم. ومعناه : ما قطعك قطع المودع. وقرئ بالتخفيف ، يعنى : ما تركك. قال :
__________________
ـ لعامر بن الحرث المشهور بجران العود. ولميس : امرأة. والجروس : كثير الصوت ، وبلدة ـ بالجر برب المقدرة بعد الواو ، أى : قد نترك المنزل خاليا من أهله بقتلنا إياهم ، أو لارتحالنا عنهم. واليعافير ـ بالرفع ـ : بدل من أنيس على لغة تميم في الاستثناء المنقطع بعد النفي ، وإلا الثانية توكيد للأولى. واليعافير ـ جمع يعفور ـ : دابة قدر السخلة على لون الرماد. وقيل : غزال كذلك. وقيل : ولد البقرة الوحشية. والعيس : البيض من الظباء أو الإبل : جمع أعيس أو عيساء. والعيساء أيضا : أنثى الجراد ، يخالط بياضها شقرة.
(١) أخرجه الثعلبي والواحدي وابن مردويه بالسند إلى أبى بن كعب.