وأن يكون من كلام الملائكة لهم ، وأن يكون (يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ) كلام الكفرة. و (هذا يَوْمُ الْفَصْلِ) من كلام الملائكة جوابا لهم. ويوم الدين : اليوم الذي ندان فيه ، أى نجازى بأعمالنا. ويوم الفصل : يوم القضاء ، والفرق بين فرق الهدى والضلالة.
(احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ وَما كانُوا يَعْبُدُونَ (٢٢) مِنْ دُونِ اللهِ فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ (٢٣) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (٢٤) ما لَكُمْ لا تَناصَرُونَ (٢٥) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ)(٢٦)
(احْشُرُوا) خطاب الله للملائكة ، أو خطاب بعضهم مع بعض (وَأَزْواجَهُمْ) وضرباءهم عن النبي صلى الله عليه وسلم : وهم نظراؤهم وأشباههم من العصاة : أهل الزنا مع أهل الزنا ، وأهل السرقة مع أهل السرقة. وقيل : قرناؤهم من الشياطين. وقيل : نساؤهم اللاتي على دينهم (فَاهْدُوهُمْ) فعرّفوهم طريق النار حتى يسلكوها. هذا تهكم بهم وتوبيخ لهم بالعجز عن التناصر بعد ما كانوا على خلاف ذلك في الدنيا متعاضدين متناصرين (بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ) قد أسلم بعضهم بعضا وخذله عن عجز ، فكلهم مستسلم غير منتصر. وقرئ : لا تتناصرون ولا تناصرون ، بالإدغام.
(وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (٢٧) قالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنا عَنِ الْيَمِينِ (٢٨) قالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (٢٩) وَما كانَ لَنا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْماً طاغِينَ (٣٠) فَحَقَّ عَلَيْنا قَوْلُ رَبِّنا إِنَّا لَذائِقُونَ)(٣١)
(فَأَغْوَيْناكُمْ إِنَّا كُنَّا غاوِينَ (٣٢) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ (٣٣) إِنَّا كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (٣٤) إِنَّهُمْ كانُوا إِذا قِيلَ لَهُمْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ)(٣٥)
اليمين لما كانت أشرف العضوين وأمتنهما وكانوا يتيمنون بها ، فبها يصافحون ويماسحون ويناولون ويتناولون ، ويزاولون أكثر الأمور ، ويتشاءمون بالشمال ، ولذلك سموها : الشؤمى ،