الأستاذ باقر شريف القرشي (دام علاه) ، فكانت مع الأصل في أربعين صفحة» (١).
ولا أعلم رسالة في العقل قد مهدت للحياة العقلية المتطورة بهذا المستوي الفكري كهذه الرسالة التي ربط بها الامام بين ذوي العقول ومنزلتهم وما بين ما أفاض به القرآن الكريم من الاعتداد الرفيع بهم ، وثمة ظاهرة أخري يشير لها الامام فيما حققه أصحاب العقل السليم من المعرفة بأسرار الهداية والكون بافاضة من الله تعالي عليهم.
وقد أكد الامام أن الله عزوجل قد جعل العقل حجة يستدل بها علي عظيم خلقه في السماوات والأرض ، وما فيهما من الكائنات المرئية وغير المرئية ، والعوامل الحسية والمتصورة المعلومة والمجهولة والمتخيلة ، وما في ذلك من عجائب صنع الله في الخلق والايجاد والتصريف والادارة والابداع ، مما جعله الله برهانا علي معرفته الخارقة ، ودليلا علي عظيم قدرته التي لا تدرك (٢).
وبالامكان الاشارة الي نهج هاديء لنقاط الارتكاز في الرسالة.
١ ـ أبان الامام (عليهالسلام) أن الله خوف الذين لا يعقلون من عقابه ، وقرن العلم بالعقل ، فقال تعالي :
(وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون) (٣).
ثم ذم الله الذين لا يعقلون في آيات عديدة من قرآنه المجيد ، عرض الامام لها ، وختم ذلك بقوله تعالي :
__________________
(١) ظ : باقر شريف القرشي / حياة الامام موسي بن جعفر : ١ / ١٨٣ ـ ٢٢٣.
(٢) ظ : نص رسالة الامام / الكليني / الكافي ١ / ١٣ ـ ٢٠ ، ابنشعبة / تحف العقل ٣٩٠ ـ ٤٠٠ ، وفيها زيادة علي ما ذكره الكليني.
(٣) سورة العنكبوت / ٤٣.