(تحسبهم جميعا وقلوبهم شتي ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) (١).
ومدح الله تعالي القلة لأنهم العقلاء حقا ، فقال عزوجل :
(وقليل من عبادي الشكور) (٢).
وقال تعالي : (وقليل ما هم) (٣).
وقال تعالي : (وما آمن معه الا قليل) (٤).
وأشار الامام أن القرآن ذكر أولي الألباب بأحسن الذكر ، وحلاهم بأحسن الحلية ، فقال : (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر الا أولوا الألباب) (٥).
وتحدث الامام عما مدح الله به لقمان بايتا الحكمة ، ويعني بذلك الفهم والعقل ، وما أوصي به لقمان ولده بالتواضع للحق ليكون أعقل الناس.
٢ ـ واعتبر الامام أن لكل شيء دليلا «ودليل العقل التفكر ، ودليل التفكر الصمت ، ولكل شيء مطية ، ومطية العقل التواضع». وصرح بأن الله تعالي ما بعث الأنبياء ورسله وعباده الا ليعقلوا عن الله ، فأحسنهم استجابة أحسنهم معرفة ، وأعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلا ، وأكملهم عقلا أرفعهم درجة في الدنيا والآخرة ، واعتبر الامام العقل حجة باطنة. وأن العاقل لا يشغل الحلال شكره ، ولا يغلب الحرام صبره.
وعد الامام طول الأمل ، وفضول الكلام ، وشهوات النفس ، مؤشرات تعين علي هدم العقل. «ومن هدم عقله أفسد عليه دينه ودنياه».
٣ ـ واعتبر الامام : «الصبر علي الوحدة علامة قوة العقل ، فمن عقل من الله
__________________
(١) سورة الحشر / ١٣.
(٢) سورة سبأ / ١٣.
(٣) سورة ص / ٢٤.
(٤) سورة هود / ٤٠.
(٥) سورة البقرة / ٢٦٨.