اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها ، ورغب فيما عند الله».
«كما اعتبر نصب الحق لطاعة الله ، ولا نجاة الا بالطاعة ، والطاعة بالعلم ، والعلم بالتعلم ، والتعلم بالعقل يعتقد ، ولا علم الا من عالم رباني ، ومعرفة العلم بالعقل».
٤ ـ ورأي الامام : «ان العاقل قد رضي بالدون من الدنيا مع الحكمة ، فالعقلاء تركوا فضول الدنيا ، وان العاقل نظر الي الدنيا وأهلها فعلم أنها لا تنال الا بالمشقة ، ونظر الي الآخرة فعلم أنها لا تنال الا بالمشقة ، فطلب بالمشقة أبقاهما».
ورأي الامام أن العقلاء زهدوا في الدنيا ورغبوا في الآخرة. وأن الله حكي عن قوم صالحين قولهم : (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب) (١).
وانه لم يخف الله من لم يعقل عن الله ، ومن لم يعقل عن الله لم يعقد قلبه علي معرفة ... وروي عن جده أميرالمؤمنين : «ما عبدالله بشيء أفضل من العقل».
وعقب الامام علي ذلك بافاضات رائعة تخص الموضوع.
٥ ـ ورأي الامام رؤية مجهرية : «أن العاقل لا يكذب ، وان كان فيه هواه» وقال أيضا : «لا دين لمن لا مروة له ، ولا مروة لمن لا عقل له» وروي عن جده أميرالمؤمنين صفة العاقل : «ان من علامة العاقل أن يكون فيه ثلاث خصال :
يجيب اذا سئل ، وينطق اذا عجز القوم عن الكلام ، ويشير بالرأي الذي يكون فيه صلاح أهله ، فمن لم يكن فيه هذه الخصال الثلاث فهو أحمق». الي آخر فقرات هذه الرسالة الثمينة.
____________________
(١) سورة آلعمران / ٨.